حين يبلغ المرض النفسي منتهاه يصبح بعض الناس لا شغل لهم سوى تصيد أرجل وأكتاف وأيدي الآخرين أو بالأحرى الأخريات لكي يثبتوا أنهم على حق. من ذلك مثلا ما نطالعه بين حين وآخر من صور على وسائل التواصل الاجتماعي عن تلك الفتاة التي تسير في الشارع لم تغط نصف ذراعها، وتلك المرأة التي يخرج نصف خدها من تحت النقاب، وتلك الممرضة التي تحتك أكتافها بأكتاف الطبيب (.. ويكاد يكون بينهما من الميانة مثل ما بين الزوجة وزوجته!!) والممرضات، السعوديات بالذات، تحولن إلى (لبانة) يمضغها كل من ادعى أنه يحمي حمى (الدرة المصونة) التي لا يجب في نظرهم أن تتعدى جدران بيتها وعباءة رأسها ودفن وجهها كاملا تحت سواد غطائها. لست، في الحقيقة، قادرا على فهم أو هضم هذا (الزن) على رؤوس الممرضات وكأنهن ارتكبن من الجرائم ما الله به عليم. الممرضة، لمن شاء أن يتعقل ويزن الأمور بميزان صحيح، تقوم بمهمة إنسانية جليلة مع المرضى. وطبيعة عملها تحتم عليها أن تتحمل من المشقات ما لا يستطيع أن يقوم أي من متصيدي أرجلها أو أكتافها بربعه أو خمسه، فلماذا لا تنظرون إلى هذا الجانب من عملها وحضورها ودورها في حياتنا.؟! في يقيني أن بعض الذكور في مجتمعنا بلغوا من حماقات التعامل مع الأنثى كل مبلغ سيئ، فهي، أيا كان مكانها وزمانها وعملها، محل شك وريبة. وللقفز على هذا الشك وهذه الريبة لابد أن يقلل من شأنها ولابد من تغليظ الجدران على أنوثتها التي تستفز عقدهم وأمراضهم. وهؤلاء، بالمناسبة، لن يفيد معهم سوى العلاج النفسي الذي يخرجهم من (متلازمة المبايض) التي تستفحل إذا تركت بدون علاج وقد تصل إلى حدود غير معقولة كما نرى اليوم في أطروحاتهم وتغريداتهم. ولذلك أقترح إنشاء عيادات متخصصة في علاج المصابين بهذه المتلازمة نلحق بها كل من يفتش عن إصبع أو شعرة امرأة ليغطيها. وقتها، أي بعد علاجهم، ربما يفهمون أن الأنثى كائن حي طبيعي له ما لهم وعليه ما عليهم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 178 مسافة ثم الرسالة