استعادت القوات الكردية، أمس، سد الموصل، أحد أكبر السدود في العراق من دولة مايعرف بتنظيم "داعش" بعد مواجهات شاركت فيها الطائرات الحربية الأمريكية ما أجبر مقاتلي "داعش" على التراجع. وأعلن مسؤولون اكراد ان القوات الكردية استعادت بدعم من الطائرات الحربية الاميركية السيطرة على اكبر سدود المياه في العراق من المسلحين فيما اكدت كل من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا تعزيز دورها العسكري في البلاد. وتعرض جهاديو " داعش" التي اعلنت "الخلافة" في مناطق واسعة من العراق وسوريا، لضربات جوية تعد "الاكثر كثافة" على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة (شمال)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وابلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما ،أول أمس الأحد، الكونغرس ان الغارات "المحدودة" التي اجاز شنها في العراق لاستعادة السيطرة على اكبر سدوده تحمي المصالح الاميركية هناك. وافادت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن ان الغارات الداعمة لقوى الأمن العراقية تجري بالتوافق مع "قرار صلاحيات الحرب" الذي يستدعي موافقة الكونغرس قبل ان يدخل الرئيس البلاد في حالة حرب. وأكد الرئيس الاميركي ان "سقوط سد الموصل قد يهدد حياة أعداد كثيرة من المدنيين ويعرض للخطر الموظفين الاميركيين ومرافق الولايات المتحدة، بما في ذلك السفارة الاميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات اساسية للشعب العراقي". من جانبها، اكدت بريطانيا تعزيز دورها لمقاتلة تنظيم داعش في العراق. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهجمات التي تشنها دولة البغدادي بالتهديد المباشر على بريطانيا، واشار الى ان بلاده ستبذل كل ما بوسعها لوقف تقدمها. وقال رئيس الحكومة المحافظ في افتتاحية نشرتها صحيفة "صنداي تلغراف": ان هذا الامر لا يعني ان على المملكة المتحدة ان ترسل مجددا قوات الى العراق بل ان تفكر في امكانية التعاون مع ايران للقضاء على التهديد الجهادي. وحذر كاميرون من ان الغرب يواجه "صراع اجيال"، موضحا انه "اذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الارهابية البالغة الخطورة فهي ستستمر في بناء قوتها الى ان تتمكن من استهدافنا في شوارع المملكة المتحدة". كما اعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في تصريح نشر، أمس الاثنين، ان دور المملكة المتحدة في العراق يتجاوز المهمة الانسانية، وقد يستمر اشهرا عديدة. وقال:"نحن ودول أخرى في أوروبا عازمون على مساعدة الحكومة العراقية على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جدا من الارهاب". وذكرت صحيفة "ذي تايمز" ان ست طائرات قتالية من طراز تورنيدو وطائرة من دون طيار بدأت التحليق في اجواء الاقليم الكردي بهدف مراقبة تنقلات المقاتلين الاسلاميين المتطرفين. واشارت الى ان المعلومات التي تجمعها هذه الطائرات يمكن ان تستفيد منها القوات العراقية. كما رأت في هذه المهمة الاستطلاعية خطوة اضافية لبريطانيا باتجاه ان يكون لها "دور مباشر في المعارك" ضد التنظيم المتطرف. ويأتي في ذلك فيما يعمل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد وتواصل قوات دولية تقديم مساعدات انسانية الى الاف النازحين الذين فروا من منازلهم، اضافة الى دعم القوات الكردية بالاسلحة. وتواصل قوات البشمركة الكردية بدعم من الطائرات الاميركية القتال لاستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مسلحو داعش في موجهة هجمات بدأت بالسيطرة على مدينة الموصل والسيطرة على سد الموصل في السابع من الشهر الحالي. وقال المسؤول في اكبر الاحزاب الكردية علي عوني لوكالة فرانس برس: "تمت استعادة السيطرة بشكل كامل على سد الموصل"، كما اكدت مصادر في الحزب الكردي واخرى امنية كردية. وقامت طائرات حربية واخرى مسيرة، اميركية بتوجيه ضربات ضد المسلحين السبت وأول امس الاحد، خلال تقدم القوات الكردية. وأكد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، "تطهير سد الموصل بشكل كامل من قبل قوات مكافحة الارهاب وقوات البشمركة باسناد جوي مشترك" اميركي عراقي. واشار الى مقتل واصابة العشرات من المسلحين كذلك ونزع 60 عبوة ناسفة اثناء تقدم القوات لتطهير السد. وذكر القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان مقاتلات وقاذفات وطائرات بدون طيار شنت "بنجاح" 14 غارة الاحد بالقرب من السد اسفرت عن تدمير 10 عربات مدرعة وسبع عربات همفي وعربتي نقل جنود تابعة للتنظيم المتطرف اضافة الى حاجز. وفي محافظة الرقة السورية، قام الطيران الحربي السوري بشن 16 غارة على مدينة الرقة ومناطق اخرى اسفرت عن مقتل 31 من المسلحين وثمانية مدنيين، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي جبهة اخرى، تمكنت القوات الامنية العراقية بدعم من مقاتلي العشائر السنية من تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على منطقة غرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، حسبما افاد مصدر امني. وقال اللواء الركن احمد صداك الدليمي قائد شرطة الانبار: "تم تحرير منطقة عقدة (18 كلم غرب الرمادي) التي تمتد بموازاة الطريق الرئيسي وحتى الجانب الجنوبي من الرمادي بعد اشتباكات مع المسلحين منذ فجر أمس الاثنين".