أعلن الجيش اليمني أمس قتل سبعة مسلحين من تنظيم «القاعدة» واعتقال خمسة في عملية دهم لمنزل في بلدة القطن وسط وادي حضرموت (شرق) وفي أعقاب ضربة جوية لطائرة من دون طيار دمرت سيارة للتنظيم ليل السبت - الأحد. وتصاعدت أخيراً هجمات التنظيم في مدن حضرموت وبلداتها ما اضطر الجيش إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة في محاولة للحد منها وإفشال مخطط للتنظيم يحاول إقامة إمارة له في حضرموت مستغلاً موقعها الجوسياسي وامتداد رقعتها الجغرافية وتضاريسها الوعرة. وقال سكان محليون في بلدة القطن لـ»الحياة» أنهم سمعوا دوي انفجارات شديدة واشتباكات عنيفة استمرت حتى فجر الأحد بين قوات الجيش ومسلحي «القاعدة» مؤكدين وصول تعزيزات عسكرية إلى البلدة وتدمير أحد المنازل الذي يعتقد أن عناصر من التنظيم كانوا تحصنوا داخله». وأعلن الجيش أنه بات مسيطراً على الموقف بعدما داهم «خلية إرهابية» في القطن وقتل أربعة من عناصرها واعتقل خمسة آخرين معترفاً بسقوط جندي واحد وإصابة خمسة من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى التي تتخذ من مدينة سيئون مقراً لها. وجاءت عملية الجيش بعد ساعات من ضربة جوية يُعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها واستهدفت سيارة للتنظيم في طريق صحراوي شمال حضرموت ما أدى إلى تدميرها وقتل ثلاثة مسلحين كانوا على متنها طبقاً لإفادة مصادر أمنية. وعلى صعيد آخر استمرت أمس المواجهات بين الحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) في محافظة الجوف (شمال صنعاء) وسط أنباء عن عودة لجنة الوساطة الرئاسية إلى المحافظة في محاولة لاحتواء القتال الذي كان تجدد قبل نحو عشرة أيام وأدى إلى سقوط أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقالت مصادر قبلية لـ»الحياة» «إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا من الجانبين في مواجهات أمس التي دارت في منطقتي نقطة حجر والصفراء بمديرية مجزر وفي منطقة بيت أبكر في مديرية الغيل». وأضافت: «أن لجنة الوساطة الرئاسية عادت أمس إلى المحافظة لمواصلة جهودها الساعية إلى وقف إطلاق النار بعد أن انضم إلى قوامها محافظ مأرب سلطان العرادة وقائد الشرطة العسكرية اللواء عوض بن فريد». وكان الحوثيون تمكنوا في الثامن من تموز (يوليو) من إسقاط مدينة عمران بعد معارك مع «الإصلاحيين» وحلفائهم العسكريين والقبليين ووصلوا إلى تخوم العاصمة قبل أن يرضخوا لتسليم المدينة لقوات محايدة من الجيش. ويقاطع ممثلو الجماعة جلسات الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، إذ يعترضون على طريقة تقسيم البلاد إلى أقاليم ويطالبون بضم محافظات أخرى إلى إقليم «آزال» الذي يشمل صعدة وعمران وصنعاء وذمار لضمان الحصول على منفذ بحري، كما يطالبون بإقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. ودافع الرئيس عبدربه منصور هادي أمس عن صوابية القرار (رفع سعر الوقود) منتقداً تصعيد الحوثيين الذين يخططون لتنفيذ احتجاجات واعتصامات في عدد من المدن بدءاً من اليوم (الاثنين) في سياق ضغوطهم لتلبية مطالبهم. وقال هادي أثناء لقائه أمس وجاهات قبلية واجتماعية في صنعاء «الذين لا يريدون الحوار ولا مخرجاته يفتحون جبهات الحرب هنا وهناك في الشمال والجنوب ويعملون على خلق الإحباطات إلا أننا عازمون كل العزم مع كل القوى الشريفة والوطنية على إخراج اليمن من دوامة الأزمات والخروج إلى المستقبل المأمول».