"بكم نقول"، هاتان الكلمتان تخرجان من حناجر الدلالين في صيف كل عام مع بدء موسم نزول التمور للأسواق، ويصفهما دلالو التمور في سوق تمور بريدة بأنهما فاتحة الرزق، وإشارة لبداية يوم جديد مع صفقات التمور المليونية بمهرجان التمور ببريدة، ويتفق الكثير من المتسوقين أن هذه الأصوات التي اعتادوا عليها في السوق، تبقى المصدر الأول ليوم جيد من التفاؤل مع بيع أو شراء التمور. وأنت تتجوّل بمدينة التمور في مدينة بريدة، تصل إلى مسامعك أصوات الدلالين، لتختلط مع بعضها البعض، ولا تسمع سوى أرقام، لتكتشف أنك في وسط بورصة اقتصادية لمنتج غذائي مهم، لا يعلو عليه منتج زراعي مماثل ليس على مستوى القصيم فقط، بل وعلى مستوى كل مناطق المملكة. " الدلاّل " هو المحرك الرئيسي لهذه البورصة الضخمة، وهو من يعتبر الوسيط بين المزارع والتاجر في مدينة التمور، محققاً بهذه الوساطة عمليات بيع تقدّر بملايين الريالات، حيث يبلغ عدد الدلالين المعتبرين بمدينة التمور ببريدة 12 دلالاً يتبعهم مجموعة من مسوقي التمور، وهو الاسم الذي يتداول وحل بديلاً " للمحرّج " الذي يقوم بالتحريج على مزادات التمور. الدلال إبراهيم الغيث، الذي له حضوره في مدينة التمور ببريدة، كأحد أشهر الدلالين بمدينة التمور قال "إن هناك معايير ومواصفات يجب أن تتوافر في الدلاّل أو المسوّق، لإقامة المزادات، ويتم اختياره على قوة صوته وسرعة تفاعله مع الزيادة في السعر، ويمتلك أسلوب البيع والشراء، مشيراً إلى أن هناك ندرة في الحصول على أشخاص يعملون في التسويق للتمور، قائلاً " بالنسبة لي لدي 30 مسوّقاً ولازلت أحتاج عددا أكبر من المسوقين الذين يعملون في المزادات " في إشارة منه إلى قلة من يتملكون المعايير المطلوبة، إضافة إلى أن المسوقين يختلفون عن المحاسبين وهم من يقومون برصد المبالغ وتسجيل عمليات البيع والشراء. وبيّن بأن الدلاّل لا يعتبر وسيطا بين المزارع والتاجر فحسب وإنما يستوجب وجود رأس مال لدى الدلال لمحاسبة المزارع، قبيل استلام المبالغ من تجار التمور، وايضاً يرتبط بعلاقة طيبة، ويجب أن يكون مقبولاً للبائع والمشتري، وعليه دور في زيادة الحركة الشرائية وفق أحكام السوق وقوانينه التي اصبحت معروفة لغالبية المترددين على سوق التمور، كما يلم بها المزارعون قبل جلب إنتاجهم للسوق.