×
محافظة المنطقة الشرقية

المطيري إلى رتبة رائد

صورة الخبر

قرأت مؤخرا كتابا بهذا العنوان من تأليف مريض نفسي يدعى كاميرون ويست.. ففي داخله تسكن 24 شخصية متناقضة تتحدث كل منها بصوت ولسان مختلف.. ظهر في لقاءات تلفزيونية عديدة (من بينها برنامج أوبرا الحواري) متحدث من خلال شخصيتين أو ثلاثة. كان يمكن اتهامه بالتمثيل أو الاحتيال لولا أنه مريض دائم لدى معهد الأبحاث النفسية التابع لمدينة دالاس.. شخصيته الأساسية هي الأب كاميرون ويست الذي يملك زوجة وأطفالا وبيتا سعيدا.. غير أن طفولته لم تكن سعيدة بنفس القدر الأمر الذي تسبب في انفصامه الى عدة شخصيات البعض منها مقتبس والآخر من ابتكار عقله المضطرب. فبالإضافة الى شخصية كاميرون (التي ألفت الكتاب) هناك شخصية الطفل ديفي الذي يتحدث بطريقة متلعثمة ويختبئ دائما في خزانة الملابس.. وشخصية مارك الذي ظهر فجأة أثناء بحثه عن مقر شركته الجديدة ليختلف معه حول أسماء الشوارع.. وهناك أيضا شخصية نسائية واثقة تدعى داستي، وشخصية رجل دين يدعى بيتر، وشخصية ليف الذي منعه من توقيع عقود مهمة مع أحد العملاء، وشخصية بارت المزعجة التي تظهر في أحلامه كثيرا وتهدد بفضحه لدى مدير الشركة وحتى وقت قريب كان "تعدد الشخصيات" يُشخص ضمن حالات الهستيريا قبل أن يدخل دليل الأمراض النفسية الأمريكي كاضطراب نفسي يطال 1% من السكان ويدعى رسميا multiple personality disorder وهو يظهر حين يواجه الانسان مشاكل قاسية (جنسية على وجه الخصوص) في بداية حياته فيعجز عن مواجهتها فيخلق شخصية ثانية وثالثة ورابعة للهرب منها والقفز بينها.. وأكثر حالة موثقة لشخصيات متعددة كانت لسيدة تدعى كارول/ لويز تملك 48 شخصية تتحدث كل منها بلسان وصوت مختلف.. وكانت كارول قد تعرضت في طفولتها لاعتداء جنسي من والديها وأُجبرت على الانخراط لسنوات في صناعة صور الأطفال الإباحية قبل أن يتم القبض عليهما. أما الفرضية الغريبة فهي اتهام بعض الأطباء بخلق المزيد من الشخصيات المضطربة داخل مرضاهم.. فبدلا من توحيد النزاعات والتناقضات (التي تعتمل داخل كل انسان) يساهم الأطباء غير المتخصصين في تأطير كل شخصية وفصلها على حدة.. وبرز هذا الاتهام بعد قضايا رفعها بعض المرضى على الأطباء بعد ملاحظتهم ظهور المزيد من الشخصيات لديهم - ويؤيد هذا الاعتقاد الدكتور بول ماكيهيو الرئيس السابق للطب النفس في جامعة جون هوبكنز الذي يعتبر اضطراب تعدد الشخصيات إحدى نتائج إخفاقات العلاج النفسي! وحتى هذا السطر لابد أنكم فكرتم بقضية "التلبس" الشيطاني وعلاقته بهذه الحالات.. ولكن الحقيقة هي أن ما نعتقده تلبسا شيطانيا هو ناجم عن جهلنا بوجود اضطراب كهذا يتسبب بتعدد الشخصيات والألسن.. وفي حين لا خلاف على وجود الجن (بنصوص الكتاب والسنة) لايوجد نص صريح أو صحيح يؤكد إمكانية تلبسه في جسم الانسان (فما نملكه فعلا مجرد آراء فقهية، وتفسيرات محتملة، وحالات تعدد أو صرع يساء تفسيرها شرحتها كلها في كتاب من يعرف جنياً يتلبسني)! مايهمني اليوم هو أن تضع هذا الاحتمال في رأسك إن كنت تعرف أو لك علاقة بمريض ابتُلي به.. ففي حين تزداد هذه الحالة تعقيدا بسبب الأطباء غير المتخصصين، تصبح ميئوسا منها حين تصل ليد مشعوذ أو محتال لا يملك غير الضرب والتعنيف فيساهم بخلق شخصيات إضافية جديدة! ولمن أراد التوسع في هذا الموضوع يمكنه البحث في جوجل عن "اضطراب الشخصية المتعدد".. أما الكتاب الذي بدأنا به المقال فتجدونه في أمازون بعنوان: First Person Plural : My Life As a Multiple