أمسِ الثلاثاء بدأت فعاليات (سُوق عكاظ) في نسخته السابعة، ذلك السّوق والمنبر الثقافي الذي أعاده للحياة بعد المَمَات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي استحضر التاريخ بلغة الحَاضِر! عاد (سُوق عُكَاظ) يَتّكئ في ثقافته وبرامجه على إِرْث ونَبع أصيل، ويتطلع بتوجيهات عَرّابِه وقلبه النّابِض (خالد الفيصل)، وجهود شبابه إلى مستقبل عنوانه التَّميَز والرّيَادة في دروب الثقافة! فخلال سبع سنوات اختصر ذلك المهرجان الثقافي الزّمن والمسافات، وأصبح قِبْلَةَ معرفية وثقافية ليس على المستوى الوطني، بل غَدا وأمسى له مكانة وقَامَة بين الشَّبيه من المهرجانات! ويكفي تزايد الإقبال على حضور فعالياته الذي ارتفع العام الفائت مقارنة بما قبله بنسبة (40%)، ليصل إلى (256 ألف زائر)، أيضًا حضوره في المنابر الثقافية والإعلامية خير شَاهِد، وكذا مردوده الاقتصادي على منطقة الطائف وأهلها؛ حيث أنفق (زائرو عكاظ) العام الفَارِط أكثر من (21 مليون ريال). إذن (فَسُوق عكاظ) أصبح نهرًا من العطاء في مجالات الثقافة والمعرفة وصناعة السياحة والاقتصاد. ولأن هذا السّوق أو المهرجان مُرَشّح للمزيد من التّطور، فَكَم أتمنى أن يُفِيْدَ من التجارب السابقة، وأن يبدأ القائمون عليه خطوات تطويره من حيث انتهى الآخرون. فمن خلال نظرة عَجْلَى للُنّسَخ السِّت السابقة، وبرامج الدورة السابعة نلحظ حضورًا للشباب هذا العام، ولكن الواقع السّكاني للمملكة الذي يَغْلُبُ شبابه يَفْرِض إعطائهم مساحة أكبر سواء في الفعاليات أو دعوات الحضور، كأن يكون مثلًا لنخبة من المبدعين من كلّ الجامعات! كذلك تحفيز وتشجيع المواهب الشابة من الجِنْسَيْن في مختلف فنون الثقافة بمسابقة وجوائز خاصة بهم تُضاف لجائزة الشّعر الحاضرة اليوم، ثمّ بدَعْمِ وطباعة مُنْتجاتهم الإبداعية. وفي جانِب آخر هناك تجربة ناجحة في (مِصر)، أدعو أن يحتضنها ويُفَعِّلَهَا (سُوق عكاظ) وهي طباعة بعض الكُتُب الفريدة والمفيدة طباعة شعبية رخيصة، توزّع مجانًا أو تباع بأسعار رمزية! والحاجة ولغة العصر تنطِق بأهمية استخدام وسائل التقنية الحديثة في تنفيذ الفعاليات وعروضها مع بقاء أصالتها، وفي نقلها للعَالَم من خلال قنوات إعلامية خاصة ولو موسميّة! وهناك أمل بأن تفتح كلّ الأبواب والنّوافِذ لعموم الناس لتقديم رؤاهم حول السّوق ومستقبل برامجه من خلال الموقع الإلكتروني أو رسائل الجوال؛ فلعل من أبرز المآخذ على كثير من مهرجاناتنا الثقافية اختزالها واقتصارها على هِتَافات أسماء معيّنة؛ لها دائمًا التقدير والاحترام! المقترحات كثيرة، وربما بعضها لا يخفى على المنظمين، ولكن يبقى نداء أخير بأن يكون (سوق عكاظ مؤسسة ثقافية سياحية مستقلة) لها ميزانيتها، واستثماراتها التي تصرف عليها؛ فهل يتحقق ذلك؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain