على قمم "سودة عسير" تشكلت أكبر لوحة فنية على مساحة 5 آلاف متر مربع احتضنها المرسم المفتوح وسط الطبيعة. وكان من أوائل المشاركين في رسمها رئيس هيئة السياحة "الأمير سلطان بن سلمان" ليتوافد عقب ذلك زوار منطقة عسير تباعاً لإكمال جمالياتها بعد أن وجدوا من خلالها متنفساً لذائقتهم الفنية؛ حيث يعتبر المرسم المفتوح إحدى فعاليات صيف أبها 35. انطلقت ريشته الفنية منذ العاشر من شهر شعبان الماضي ليواصل فنونه إلى نهاية شهر شوال الحالي. "الرياض" وقفت وسط المرسم على ارتفاع يزيد على 3 آلاف قدم على مرتفعات السودة غربي مدينة ابها؛ حيث التقت الفنان الشاب "عوض زارب" صاحب فكرته الذي أوضح خلال حديثه: "أن فكرة إقامته أتت لإيجاد مرسم حر على مساحة كبيرة يهدف إلى مشاركة الجمهور في رسم أضخم لوحة فنية لأفكارهم وحكاياتهم ورسائلهم الإبداعية على مساحة كبيرة، يستقبل الموهوبين وعشاق الفن على مدى شهرين ونصف من الرابعة عصرا إلى العاشرة مساء وبشكل يومي". وأكد زارب: دعم "سمو الأمير فيصل بن خالد" أمير منطقة عسير للفكرة منذ بداياتها وقال: "إن سموه الداعم لكل الجمال في منطقة عسير فهو من وجه بإقامة هذه الفعالية ضمن فعاليات "مهرجان أبها يجمعنا" ومتابع لها بشكل مستمر حتى لمسنا منذ انطلاقتها في بدايات شهر شعبان الماضي أصداء كبيرة ووفودا عديدة من الزوار شاركوا بالرسم ونثروا إبداعاتهم، مقدماً شكره لأمير منطقة عسير على اهتمامه الكبير ومتابعته الدائمة لما يرضي ذائقة زوار المنطقة، ولم يخف عوض زارب شرفه الكبير بمشاركة الأمير سلطان بن سلمان بالرسم وزيارته للمرسم الشهر الماضي. وقال: "لقد تشرفت بزيارة سمو رئيس هيئة السياحة الذي كتب عبارة "عسير حلوة" التي انبثق خلالها لدى سموه فكرة "جائزة الإبداع للعمل السياحي" التي اعتمدها ضمن فعاليات مهرجان أبها 35 وتقام كل عام وهي تختص بكل الأعمال التي تخدم السياحة الوطنية حيث تم تشكيل لجنة مشرفة على الجائزة وتقييم الأعمال التي سيحدد استقبالها من قبل هيئة السياحة، وتم رفع قيمة الجائزة من 50 ألفا إلى 250 ألف ريال. ولفت الفنان "زارب" إلى توافد الزوار بشكل كبير يقارب عددهم اليومي الألف زائر. مؤكدا أن نجاح هذه الفعالية كانت من خلال تلك المشاركات التي لمسها من جميع الزوار بكافة فئاتهم العمرية. وقال أجمل ما احتضن المرسم هي الرسائل الوطنية التي رسمها العديد من الزوار القادمين من مختلف مناطق المملكة التي عكست الانتماء والحب الحقيقي لأرض الوطن، مقدماً شكره أيضا لكل الزوار الذين ساهموا بنجاح الفعالية وكذلك فرع هيئة السياحة بمنطقة عسير. ومن جهة أخرى يعتبر الفنان زارب أحد ابناء منطقة عسير الذي قدم أعمالا فنية متعددة استقطبت الأنظار إليها حيث رسم ما يزيد على 100 لوحة فنية، عكست جمال منطقة عسير بجبالها ووجوه أهلها. وفي حديث حول مسيرته الفنية أوضح زارب: أن ممارسته الرسم تنبع من إشباع حاجته نحو الفن التشكيلي، موضحا أن رسوماته تختزل الشخوص والوجوه بتعابيرها، لافتا إلى أن إقامته بمنطقة عسير جعلت للمناظر الطبيعية انعكاسها على خطوط رسوماته. وكشف عن أن حلمه تحقق من خلال المرسم المفتوح لنقل أجمل صورة عن منطقة عسير للعالم حيث تناقلت العديد من وسائل الإعلام أصداء المرسم باعتباره الأكبر مساحة وسط الطبيعة، لافتا إلى حاجة المنطقة لعمل فني يوثق التراث الإنساني لإنسان المنطقة الجنوبية عامة، لتغدو المنطقة بجمالها الطبيعي متزينة برسومات وأعمال فنية في مواقعها الأكثر جذبا للسياحة. واختتم حديثه بشكر صحيفة "الرياض" على اهتمامها الكبير ودعمها الإعلامي لفعاليات السياحة الوطنية بمناطق المملكة عامة ومنطقة عسير خاصة.