احتفت العاصمة السعودية الرياض البارحة الأولى بزفاف 100 شاب وشابة من جمعية الإعاقة الحركية للكبار، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وجاء حفل الزواج الجماعي الرابع الذي نظمته جمعية الإعاقة الحركية للكبار «حركية» البارحة الأولى برعاية من الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري للجمعية، وبتشريف الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة نائب الرئيس الفخري للجمعية، حيث تم الإعلان أثناء الحفل عن وقف مساعدة المعوقين تابع لجمعية حركية بتكلفة تبلغ عشرة ملايين ريال. وتقدم أمير الرياض ونائبه خلال الحفل، المتبرعين بمبلغ مليون ريال، فيما بلغ مجموع تبرعات رجال الأعمال وفاعلي الخير للمشروع نحو ثلاثة ملايين ريال. وفي تصريح صحافي عقب الحفل هنأ الأمير تركي بن عبد الله العرسان، سائلاً الله العلي القدير أن يوفقهم في حياتهم الاجتماعية. وبين أن الحفل يدل على أن المجتمع متكامل ولا ينظر إلى الإعاقة، مشيراً إلى أن جمعية «حركية « لها حضورها وتميزها في المجتمع. وأكد أمير منطقة الرياض بالنيابة حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني على جميع أفراد المجتمع، داعيا الجهات ورجال الأعمال إلى دعم الجمعية. ورداً على سؤال «الاقتصادية» حول تبني الجهات الرسمية لمثل هذه المبادرات وعن حقوق المعوقين في المجتمع وتهيئة الأماكن لهم قال الأمير تركي بن عبد الله: «وزارة الشؤون لم تقصر في شيء، فمشاركاتها طيبة لكن لا تعلن عنها، ولا يوجد أحد كامل، ونحن في الرياض حريصون مستقبلاً على أن يكون هناك حيز في مرافق الدولة للمعوقين وسنراعي حقوقهم، والأمير خالد بن بندر لن يقصر تجاههم». واعتلى مبارك الظفيري مسرح مركز الملك فهد الثقافي بعد سنوات من الخوف والتردد ليعلن زفافه للمجتمع، حيث قدم الظفيري من حفر الباطن مع زوجته التي ستحتفل هي الأخرى بعد أسبوع في الحفل النسائي المخصص للمناسبة. الظفيري هو أحد ذوي الاحتياجات الخاصة قال لـ(الاقتصادية): «كنت مستبعدا فكرة الزواج من حياتي حتى أشفى، وبعد أن تعرفت على الشباب المعوقين الذين تزوجوا وأنجبوا، وسمعت عن حفلات الزواج، قررت أن أتزوج، هناك من استغرب وهناك من رحب وشجع، وتزوجت من خارج السعودية، لأن الصورة لا تزال قاصرة ومغلوطة عن المعوق لدى الفتيات والمجتمع». فيما أشار مبارك المهنا أحد ذوي الاحتياجات الخاصة وعضو مجلس إدارة حركية إلى أن برنامج الزواج أحد برامج الجمعية التي تؤثر على حياته اليومية، مبيناً أن الهدف منه تغيير الصورة النمطية عن المعوق للمجتمع الذي بدأ يتقبل فكرة زواج المعوق وقدرته على إنجاب الأبناء وتكوين الأسرة. وتابع المهنا: «كثير من المعوقين يرغبون في الزواج إلا أن أهلهم يرفضون ذلك رغم القوانين والأنظمة التي تجرم ذلك. وشهد الحفل حالات زواج لمعوقات لزوج سوي، وسويات لزوج معوق، وحالات كلاهما معوق. ومن جهته، قال المهندس ناصر المطوع رئيس مجلس إدارة جمعية حركية، إنهم سعوا هذا العام للعمل على أربعة محاور الأول البدء في مسيرة تحقيق اكتفاء الجمعية بمواردها الخاصة عبر تأمين أوقاف استثمارية، والثاني استمرار العمل بمشاريع الجمعية القائمة وتطويرها، والثالث البحث عن أساليب جديدة تحقق الخدمة المميزة لذوي الإعاقة. وتابع: «انطلقت المسيرة ولم نتردد في تقديم كل التسهيلات لإنجاح هذه المحاور وكان ما تحقق شراء وقفين جديدين للجمعية بقيمة إجمالية بلغت 31 مليون ريال، والانتهاء من 40 في المائة من وقف السكن الخيري الأول لذوي الإعاقة الحركية، وتأمين وقف خاص بمبنى إدارة الجمعية، والاستمرار في كل المشاريع القائمة، حيث تم تزويج 100 شاب هذا العام وزيادة عدد سيارات الجمعية إلى 19 مركبة مجهزة، وتقديم الخدمات لـ25 شابا في برنامج ذرية، إضافة إلى استمرار الملتقيات الشهرية وإقامة فريضة الحج لـ200 حاج من ذوي الإعاقة لهذا العام، والسعي لدى ولاة الأمر لتقديم المساعدات المادية لأكثر من 18 أسرة من منسوبي الجمعية والمشاريع الأخرى تجد نفس الدعم والحمد لله، وعقد شراكات متعددة مع الجامعة الإلكترونية وأكاديمية نايف وأوقاف الشيخ فهد العويضة لإقامة معارض توعوية في الجامعات والمدارس والمراكز الصيفية والملتقيات الاجتماعية، وقد أقيم أكثر من 45 معرضا توعويا لهذا العام، وتشغيل برنامج التوظيف عن بعد، وهذا البرنامج سيمكن الجمعية من توظيف المعوق في جميع أنحاء السعودية بتقنية عالية تحارب التوظيف الوهمي وتحفظ حقوق الموظف المعوق وتدمجه مع المجتمع بالشكل الملائم». وبهذه المناسبة عبر المتزوجون عن بالغ سرورهم لجمعية حركية على الدعم الحاني في مشروع يعتبر من أهم مشاريع الحياة وهو الزواج، مؤكدين أن الإعاقة لم تكن يوما عائقاً في مواصلة مسيرة الحياة. وفي نهاية الحفل كرم أمير الرياض بالإنابة الرعاة الداعمين لحفل الزواج الجماعي الرابع، ثم تسلم درعاً تذكاريا بهذه المناسبة قدمه الدكتور عبدالله السدحان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، كما التقت صورا تذكارية مع الشبان المتزوجين.