يوم العيد عنوان فرحة ورسمة بسمة على محيا ملايين المسلمين عبر العالم؛ فهو أنشودة زهو تلهج بها الشفاه، ونشوة تعمر الروح، وتغمر الفؤاد، وتبهج النفس.. ويكتمل هلال فرحته بقرب الأحباب. مع إشراقة صباح العيد يطغى الجَمال؛ ليغطي تفاصيل الأشياء المحيطة بنا؛ لترتسم على العينين الألوان التي نشاهد بها تضاريس المحيط حولنا، التي اعتدنا رؤيتها بالعين اليومية. فالأشخاص والمنازل والطرقات والأسواق وكل ما نشاهده وكل ما نصادفه نلمس فيه نبض البهجة، وأشعة الجمال، وروحانية العيد.. ترى ما حولك قد اكتسى ببهجة العيد السعيدة التي التصقت بمحيا الأشخاص صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، حتى مَن هم على سرير المرض أو الكبار في السن ستلحظ تسلل نسائم الفرحة إليهم. في العيد.. افرَحوا وأفرِحوا من حولكم، صدِّروا مشاعر الغبطة لأهلكم وأبنائكم وأقاربكم وأصدقائكم وجيرانكم.. ليكن يوم العيد صفحة بيضاء، لا تكتب فيها إلا ما يجملها من عبارات الإطراء والتودد والتقرب والثناء على كل من تقابله.. اجعل يوم العيد عنوان محبة ورسالة مصالحة وتصافٍ مع المحيطين في المنزل والشارع والمسجد والعمل وفي كل مكان.. ارسم وأقنع نفسك بالسعادة لتجعل من حولك سعيداً بجمال الزمان وزهو المكان، وليشعر بنبض يشع جمالاً بروحانية يوم عزيز لا يزورنا إلا سنوياً، وربما يعود في قادم الأعوام ولا يجدنا، أو لا يجد عزيزاً لدينا طوته صفحة الموت.. لندرك أن الأيام معدودة، وأنفاسنا محسوبة؛ فلا نضيع الأوقات والأيام في مماحكات ومخاصمات ومنازعات مع المحيطين.. سنكتشف تفاهتها كلما أوغل الزمن في المسير. أظهروا الفرح والسرور، ولا ترتهنوا لوشوشات مختطفي الفرح وسارقي السعادة وعاشقي التقشف ومعتقدي الزهد أمامنا وهم يمارسون السعادة مع غيرنا في خفاء متعمد، فهناك من اعتاد قتل أفراح الناس بالعيد، واختطاف مشاعرنا تحت عناوين ليس لنا دور فيها أو في صنعها، وكأن ذلك واجب ديني علينا وحدنا، وكأننا مسؤولون عن أخطاء ومآسي الشعوب الأخرى.. لقد أقر رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم إظهار الفرح والتفاؤل وإعلان السرور في الأعياد. قال أنس رضي الله عنه: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر.