×
محافظة المنطقة الشرقية

بكري: أمريكا حرمتني متعة الفن

صورة الخبر

أجبرت الظروف المعيشية القاسية شقيقتين على التخلي عن مقاعد الدراسة والاتجاه بحثا عن وظائف تكفل معيشة مناسبة ورزقا حلالا. وترعى الشقيقتان والدتهما المسنة في بيت شعبي متصدع متواضع الحال في حي غليل جنوب جدة بعد ان هجرهم الأب بعد اقترانه بامرأة اخرى. «عكاظ الأسبوعية» زارت المنزل المتواضع المكون من دور واحد حيث يضم الأم المسنة والبنتين. فاطمة الأم المسنة تقول ان زوجها اقترن بها قبل سنوات طويلة ثم هجرها بعد اقترن بأمراة اخرى وتركها وابنتيها في منزل شعبي متواضع ومتصدع في حي غليل الشعبي، لا يصمد امام مطر او شمس، وعندما تهطل الامطار تضطر هي وابنتاها للانكفاء في غرفة خوفا من انهيار المنزل على رؤوسهن. تضيف فاطمة ان المياه كانت تغمر سقف المنزل المشيد من الخشب وظلت حالتهم المعيشية تسوء يوما بعد يوم، لا زوج يحمي او اب يعين «عندما راجعت مكتب الضمان الاجتماعي لعله يقف معنا ويعمل على ترميم المنزل بعد كثرة التصدعات فوجئت بالمكتب يرفض التجاوب مع مشكلتي، شرحت لهم المعاناة لكن الموظفين في المكتب افادوا اني وابنتي لا نستحق المساعدة كوني متزوجة وزوجي يتقاضى راتبا من الضمان.. في هذه اللحظة فقدت الامل كل شيء وظللت اعاني وانا ارى ابنتي تعانيان من الحاجة وقلة الحيلة.. كنت اسهر عليهما واخاف عليهما من حدوث مكروه.. توقعت انهيار السقف على رأسيهما في كل لحظة». تمضي فاطمة تروي حكايتها وتضيف: ذات يوم أخبرتني ابنتاي عن رغبتهما في العمل لمساعدتي ومقاومة الحاجة الماسة بالبحث عن وظائف مناسبة.. كانتا تخشيان من انهيار المنزل وتشردنا في الحي الشعبي الضيق الذي لا يسمح شارعنا حتى بمرور سيارة طوارئ عند اشتعال حريق او وقوع حادث. فاتن (الابنة الكبرى) التقطت طرف الحديث من والدتها وأضافت ان امها تعبت كثيرا وشقيت من اجلها وشقيقتها ولهذا السبب قررتا الالتحاق بأكاديمية خاصة في الغرفة التجارية للتأهيل والتدريب.. وتقول فاتن انها وفقت في الحصول على وظيفة «كاشير» في محل تجاري، وفي يوم تعيينها سعدت كثيرا وظنت ان الراتب سيكفي الاسرة الصغيرة وينهي معاناتها، خاصة ان الاجر المحدد لها 3700 ريال بدوام ثماني ساعات.. ولكن الرياح ابت ما تشتهي السفن، فلم تستطع صيانة المنزل الآيل للسقوط فاضطرت للجوء الى احد البنوك وحصلت على قرض بقيمة 50 ألف ريال لمحاولة اصلاح أو ترميم المنزل. تضيف فاتن ان القرض يلتهم نصف الراتب شهريا وبقية الأجر تنفق في فواتير الكهرباء والمياه وبقية المستلزمات. اما ليلي (الابنة الصغرى) فما زالت تدرس في الاكاديمية ذاتها على امل الحصول على وظيفة مثل شقيقتها.. وما زالت المعاناة مستمرة.