تتكرر من وقت لآخر مأساة بيع تذاكر المباريات محليا، وفي كل مرة تحدث تقريبا نفس السلبيات، وكأن الجهات المعنية تفاجأت بها لأول مرة. يتم تحديد أماكن البيع ثم تلغى بعضها بدون مبرر مقنع، وقد يكون من الجهات المنظمة أو من محال البيع، ومن يذهب للموقع المخصص يجد لوحة كتب عليها توقف البيع. وخلال هذه العملية تنتقل الجماهير من موقع لآخر ليصدموا بمشكلات لا حصر لها. وإن وجدوا موقعا يبيع فالفوضى عارمة وعليه الانتظار تحت حرارة الشمس الحارقة لساعات حتى يفتح المحل ثم حتى يأتي دوره في الشراء، وقد يقفل المحل قبل أن يأتي دوره وعليه العودة مرة أخرى ويبدأ من جديد وهكذا!!. تعرض لهذه المعاناة أعداد كبيرة من الجماهير بعد أن انتقلت من شرق جدة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها على مدى عدة أيام، وقد ساهم في تلك الفوضى أصحاب السوق السوداء والذين ينتقلون من موقع لآخر لشراء أكبر عدد ممكن من التذاكر ليبيعوها بأسعار جديدة ومرتفعة لعدة أضعاف لمن يأتي متأخرا وبعد نفاذ الكميات من محال البيع. وكان من المفترض وضع الضوابط الكافية لتلافي السلبيات العديدة التي صادفت تلك العملية وأدت إلى بعض الأضرار نتيجة اندفاع أعداد كبيرة متأثرة بطول الانتظار تحت ظروف غير لائقة. وسبق أن استخدمت عملية الشراء إلكترونيا، فلماذا تأخرت الاتفاقيات اللازمة لذلك؟ علما بأن جدول البطولة معروف مسبقا، وربما يقع بعض اللوم على أرامكو التي وافقت مؤخرا على إقامة المباراة على ملعب الجوهرة. وفي الوقت الذي يجد المشجع السعودي من السهولة بمكان شراء تذكرة لمباراة في الإمارات بضغطة زر وهو في بيته، تجده يبذل الكثير من الجهد ويخسر الكثير من الوقت من أجل الحصول على تذكرة مشابهة داخل بلده ومدينته في السعودية، وربما يصاب أو تتضرر سيارته. لذا فتكرار تلك المعاناة يحتم قيام المسؤولين بإجراء اللازم لعدم تكرارها، وإن افترضنا عدم إمكانية استخدام الشراء الإلكتروني لسبب ما، فلماذا لا تعرض التذاكر قبل وقت كاف من المباراة، ولماذا لا تعد أماكن البيع الإعداد الملائم لاستقبال الأعداد الكبيرة من الجماهير، كأن يكون هناك مواقع كثيرة للبيع وعدد كاف من البائعين لسرعة إنجاز العملية، وتجهيز أماكن لائقة ومناسبة للانتظار وحماية الجماهير من الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة مع توفير بعض المشروبات إلى غير ذلك من الأمور التي تخفف من معاناتهم إضافة لتأمين الحماية الأمنية الكافية.