تابعت مؤخرًا تصريحات الدكتور عبدالعزيز المطيري مدير عام صندوق المئوية والمتعلقة بمشاركة الصندوق في قمة تحالف شباب الأعمال لدول مجموعة العشرين الخامسة في سيدني - استراليا، حيث يرأس المطيري اللجنة الاقتصادية لقمة تحالف رواد الأعمال في مجموعة العشرين والذي ذكر في بعض تصريحه أن مشاركة الشباب السعودي والخليجي هي الأكبر بين المشاركين، وقد كنت منذ مدة قد بدأت بمتابعة أخبار صندوق المئوية والخدمات التي يقدمها وكيف أن هذا الفكر السعودي الصرف قد أخذ مكانة مرموقة على المستوى العالمي واعترافًا به أنه فكر متطور ومنتج وناجح بكل المقاييس الخاصة بمثل هذه المشروعات غير الربحية. المملكة مؤخرًا اتخذت منحنى جديدًا في دعم الشباب من خلال فكرة ريادة الأعمال وأن هذا الدعم الحكومي أصبح يركز على أمور أكثر أهمية كتحقيق عوامل الربحية والاستمرارية لخلق مجتمع اقتصادي معرفي متنوع قادر على رفد نفسه وتوسيع موارده الداعمة، وريادة الأعمال وتنقيح الفكر الشبابي بالتوجيه إلى الأعمال الانتاجية يحتاج إلى قيادة سليمة أيضًا بفكر متطور ومتأقلم مع كل المتغيرات داخليًا وخارجيًا، من هنا وجدنا أن صندوق المئوية انفرد في مجال دعم ريادة الأعمال عن غيره من حيث تقديم الأساس السليم وبنفس الوقت المتابعة العلمية الحثيثة لضمان نجاح المشروعات، لكن أكثر ما يشدني إلى صندوق المئوية انه أيضًا يعمل على فكرة أن النجاح يعمم وأن الكل يجب أن يستفيد من تجارب الآخرين وانه ليس فقط يؤهل الشباب الطموح بل أيضًا يقدم المبادرات لرجال الأعمال الراسخين في المجال الاقتصادي لكي يحافظ الجيل الثاني لديهم على ما حققه الجيل الأول. الفكر المطبق في صندوق المئوية والذي حاز على إعجاب منظومات عالمية عديدة وأصبح يدرس في دول عديدة وما زال لم يأخذ حقه على المستوى الداخلي من حيث التنفيذ والاستفادة، بل أيضًا من حيث الإعلام، والاقتصاد هو العامل الأهم في استقرار ونمو وتطور أي مجتمع، فالفكرة أساسًا ليس فيما نملك من أموال بل فيما نملك من عقول تدير وتشغل هذه الأموال والنجاح كما هو المحافظة على ما تملك كمبادرة وادي المئوية التي يرعاها صندوق المئوية بل النجاح أيضًا كيف إنك تؤهل ويتم إعدادك لكي تبدأ من الصفر. حين صرح المطيري أن رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تشمل توسيع التعاون الاقتصادي في مجموعة العشرين ومؤكدًا على الدور الهام الذي يضطلع به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله لتأسيس تحالف رواد الأعمال لمجموعة العشرين فإن الأمر أصبح أن لدينا فكرًا سعوديًا يهتم به العالم وأنه حين نريد أن نطبق الفكر داخليًا لقطف الثمار فإن الأهم أن يكون الداخل مستعدًا، صندوق المئوية ليس جهة مانحة أو ممولا نقديا بل هو إدارة تضمن النجاح بناءً على أسس علمية مدروسة ومجربة، وعليه فإن النظرة إلى مبادرات الصندوق يجب أن تكون بعيون عالمية لكي نوسع من مساحات الطموح لدى شبابنا، اليوم هم رواد الأعمال من الشباب وغدًا هم نماذج نجاح تقدم لجيل آخر، وهذا ما أكد عليه المطيري أن التحالفات العالمية الدولية تضمن استمرار تدفق المعلومات نحو المجتمع السعودي والتي يسعى الصندوق لجعلها معلومات مفيدة ومثمرة ومأطرة بروح المجتمع السعودي وخصوصيته.