أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية التواصل مع كل الدول المؤثرة في القرار الإسرائيلي وأن ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها لأنها كيان محتل ومن السخف أن يقال إسرائيل تدافع عن نفسها فهي قوة محتلة للأراضي الفلسطينية. وأضاف سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في جدة أمس على هامش الاجتماع الاستثنائي الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، أن ما حدث بيننا وبين قطر لسنا مرتاحين له وأسعد وقت هو انتهاء المشكلة، ودول الخليج كيان للتضامن والتكافل وتوحيد القرار السياسي وقت ما تحقق ذلك فإن مجلس التعاون سيحقق أهدافه الحقيقية. كما رحب الفيصل بتسمية حيدر العبادي رئيس وزراء جديدا في العراق خلفا لنوري المالكي، وقال سموه ردا على سؤال إحدى وكالات الأنباء العالمية انه خبر سار. وقال الامير سعود بأن اسرائيل ترى من حقها قتل مئات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء ردا على مقتل جندي اسرائيلي واحد، وفي المقابل تتهم العديد من الجهات حماس بالإرهاب. وتساءل سموه أين العدالة في هذا ؟!، وأضاف بأن الطرف الاسرائيلي يريد احتلال فلسطين بالكامل وطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وتريد تحطيمهم وقتلهم جميعا للتخلص منهم. وحول التنسيق السعودي المصري لإيقاف العدوان على غزة، قال الفيصل بأن من البديهي أن يبذل كلا البلدين كل جهد لإيقاف العدوان على الفلسطينيين، فهي تتعاون سويا وتتصل بكل الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي والقادرة على التأثير على اسرائيل لحثها على ممارسة الضغوط عليها لإيقاف القتال. وحول دور مجلس الأمن، قال بأنه يجب علينا أن نستمر في الضغط على المجلس إلى أن يمارس واجباته ومسؤولياته في هذا الشأن، كما هي منصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ومجلس الأمن ليس دوره التمييز بين القضايا، وقضايا يؤازرها وفق الميثاق وقضايا أخرى يتركها مثل القضية الفلسطينية ولا يعود إلى الميثاق في تقييمها، فهذا الاحتجاج ضد مجلس الأمن وخاصة أن له سلطة الفيتو على القرارات وايقاف أي جهد في قضية ما وهو ازدواج في المعايير نشكو منه دائما نتيجة لمصالح معينة لدى بعض الدول الأعضاء. ونفى سموه أن يكون هناك أي تعطيل في صفقة السلاح الفرنسية إلى لبنان نتيجة عمولات قبضتها إحدى الشركات، وهي الصفقة التي أتت وفق هبة مالية من المملكة، وقال بأن المملكة دعمت الجيش اللبناني للمساعدة في أمن واستقرار الشعب اللبناني، وأضاف بأنه يتمنى أن لا تفسد الصحافة اللبنانية أمرا في مصلحة لبنان. ودعا اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع على مستوى وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي، في ختام اعماله امس الى عقد مؤتمر للمانحين لإعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معربا، في الوقت نفسه، عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بسبب استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي. وأعرب الاجتماع في بيانه الختامي عن خيبة الأمل إزاء إخفاق مجلس الأمن الدولي في تحمله مسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي، كما دعا وبشكل عاجل بدء عمل فريق الاتصال الوزاري الذي تم تشكيله للتحرك والاتصال بالأطراف الدولية الفاعلة والعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية. وفي كلمته أمام الاجتماع، قال الفيصل إن الصندوق السعودي للتنمية مستمر في تخصيص التزام السعودية لصالح القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه سيتم العمل، وبالتنسيق مع المانحين الآخرين لتمويل إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، بمبلغ نصف مليار دولار. كما نوه سمو وزير الخارجية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، بتخصيص مبلغ 300 مليون ريال سعودي لوزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك لمواجهة أعباء الخدمات الإسعافية، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية الناجمة عن العدوان. بدوره قال إياد مدني إن استمرار المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة يضع على كاهل دول المنظمة، مسؤولية فردية ومشتركة، لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا التحدي، لافتا إلى أن التحديات التي تحكم ذلك تتمثل في ضمان وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإنهاء الحصار على القطاع، وفتح المعابر وتمكين الفلسطينيين من العيش في مجتمع يمكن أن يسود فيه الاستقرار، بالإضافة إلى الدفع بكل الجهد لإحياء عملية السلام وحماية الشعب الفلسطيني من تكرار الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية، وتعميق حكومة الوفاق الوطني بين الفصائل الفلسطينية. من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد لله، إن أحد أهداف إسرائيل في عدوانها الأخير، هو تقويض حكومة الوحدة والتوافق الوطني، وفصل غزة عن الكل الفلسطيني، وضرب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني ورغم الموت والألم والمعاناة، سيبقى موحدا.