كانت الجامعات السعودية بحاجة إلى حلول من نوع القبول المؤجل، لأن هذا الحل مرضٍ لإدارات الجامعات التي كان معظمها في مبان مستأجرة، وأيضا مقبول للطلاب لأنه يفضي إلى التسجيل في الكلية والتخصص الذي يرغبه الطالب، إضافة إلى الظرف العام قلة عدد الجامعات السعودية التي لا تتجاوز (15) جامعة تقريبا فكان موافقا عليه اجتماعيا، أما اليوم فالأمر غير مقبول لأن عدد الجامعات وصل عددها إلى (38) جامعة حكومية وأهلية، وتحولت جميع الجامعات الحكومية إلى مدن جامعية يصل متوسط أعداد الكليات القائمة إلى (23) كلية، كذلك برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي استوعب أكثر من (150) ألف طالب ومبتعث، أيضا استوعبت الجامعات والكليات الأهلية (50) ألف طالب تقريبا ضمن المنح الدراسية الداخلية على حساب الدولة وأرقام الابتعاث والمنح متجددة، هذه المعطيات الجديدة تكشف الإجراء الخاطئ من الجامعات التي (سرحت) شريحة من خريجي الثانويات خارج الجامعات بلا قبول ولا مقاعد، والملفت للأمر أن القبول المؤجل لا ينتهي إلى التخصص، إنما قبول فقط في السنة التحضيرية. أين يذهب الطالب فصل أو ربما سنة دراسية هل يضاف رقما جديدا إلى أرقام البطالة, أو يتسكع في الشوارع، أو ينضم إلى مجموعات المخدرات والإرهاب -لا سمح الله- ألستم أنتم يا نخب المجتمع من يقول الشباب والفرغ مفسدة، وليست الجامعات والتعليم العام تفتح المراكز الصيفية وترصد للمراكز الملايين، وليست الجامعات هي من طوع نظامها الأكاديمي وأوجدت برامج واخترعت السنة التحضيرية لتحد من نسبة التسرب من الجامعات, وهي أي الجامعات بإجراءاتها (التأجيل) تساهم في البطالة والتسرب وتكوين طبقة من الطلاب المتمردين في الشوارع بعد أن خرجوا من طوق الثانوية العامة ومن أسوار المدارس وأصبحوا من العاطلين. الجامعات لا تجد التبرير المنطقي لتأجيل القبول، وهنا التذكير لمديري الجامعات أن الملك عبدالله -حفظه الله- أعطى الجامعات ميزانيات واعتمادات خارج الميزانية بالمليارات ولمدة تجاوزت (10) سنوات لم تتحصل عليها الكثير من قطاعات الدولة, وتعادل ما صرف على الجامعات منذ تأسيسها، فقد حول الملك عبدالله الجامعة الواحدة إلى ثلاث مدن: مدينة أكاديمية للطلاب، ومدينة أخرى للطالبات، ومدينة طبية. رغم هذه الأموال والتسهيلات من وزارة المالية بعض الطلاب في هذا الفصل والسنة الدراسية في البيوت والاستراحات والشوارع ومقاهي الإنترنت والمقاهي الشعبية, ثم يأتي من يتحدث عن المخدرات والإرهاب والانفلات الأخلاقي.