وصف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحفي عقد على هامش الاجتماع الثاني الطارئ الموسع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي أمس، "داعش" بأنها مجموعة إرهابية وسميناها كذلك، وقد جاء ذلك في إعلان صدر عن المملكة، وقد وضعناها بوضوح ضمن قائمة المجموعات الإرهابية. جاء ذلك، بعد سؤال في المؤتمر يوضح وجهة نظر المملكة من طلب وزير الخارجية العراقي من القوات الأميركية بتوجيه ضربات لـ"داعش"، وقال الفيصل: "إننا لا نرى أن ما يجري حاليا في العراق، يأتي في إطار ثورة شعبية تعكس إرادة الشعب العراقي، وحيث إنهم وجدوا مكانا في العراق ـ أي داعش ـ وأعمال الحكومة العراقية التي رسخت الطائفية، ومعاملة الشعب معاملة غير متساوية، وأخضعتهم لعقوبات فظيعة بسبب انتقادهم لرئيس الوزراء ـ في إشارة إلى نوري المالكي ـ الذي جمع السلطة كلها في يده، مما أدى إلى إحباط جهود القوى العراقية في التصدي لتحدي الإرهاب، ولكن ما من أحد يستطيع أن يفترض إلا أن "داعش" مجموعة إرهابية، فهي ليست منقذة للعراق، وإنما هي مدمرة له، وهي لا تبني البلاد بل تدمرها". والمملكة موقفها لا غبار عليه ضد الإرهاب، لا أحد يستطيع أن يقول إن هناك أحدا يحارب الإرهاب أكثر مما تحاربه المملكة. وبالنسبة لوضع الرعايا السعوديين في العراق؛ في الحقيقة نحن متابعون له، ولكن للأسف لا نجد إلا مماطلة يعدون ويخالفون، لا ندري ما التهم الموجهة إليهم، ولا يعطوننا السبيل لمقابلتهم، فبالتالي وضعهم مؤلم. وأشار الفيصل في المؤتمر الصحفي المشترك مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، إلى أنه نظرا لما تشهده الساحة السورية من تدهور شديد؛ نتيجة فشل المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الأزمة وامتدادها لتطال العراق، وتعمق حالة الاضطراب الداخلي السائد به أصلا، وينذر بمخاطر كبيرة نتيجة السياسات الطائفية التي يعيشها، فمن الطبيعي أن يحظى هذا الأمر باهتمام المؤتمر، وفي إطار السعي نحو درء الفتن المذهبية، وتحقيق اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد بمختلف مكوناته، وعلى مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات فيما بينهم، مع تأكيد الاجتماع على الوقوف صفا واحدا في محاربة السياسات الطائفية والمذهبية الإقصائية، التي أدت إلى ظهور الفتن على المشهد السياسي لبعض الدول، وهددت أمنها واستقرارها وسيادتها بل وهويتها.