×
محافظة الرياض

شهيتنا مفتوحة لـ «جميل»

صورة الخبر

ما أسوأ أن ينطلق الكاتب في مقالاته من معلومات غير صحيحة، أو يتبنى افتراضات وتحليلات خاطئة لمجرد أنها تتوافق مع مواقفه وأهوائه، ولا يدرك أن ما يقدمه في الحقيقة هو مجرد هراء خصوصا مع وجود قراء لا يسعون وراء الحقائق، ويصعب عليهم التمييز بين مصادر المعلومات. يكتسب الكاتب احترام القراء وثقتهم حتى ولو لم يتفقوا معه أحيانا إذا كانت لديه مصداقية، لأن المصداقية هي التي تحدث التأثير خصوصا في القضايا المهمة والحساسة، أو عند تناول الأحداث السريعة التغير والتي تحتاج إلى فحص وتأن قبل الوصول إلى حكم على الوضع. في العمل الإعلامي هناك من يطلَق عليهم مروجو أخبار وأفكار، وهم أشخاص لديهم وجهات نظر معينة يريدون تسويقها عن طريق تحريف الحقائق لتتناسب مع أهدافهم ووجهات نظرهم دون حتى توضيح كيف ينسجم ذلك مع الحقيقة. الكاتب الذي يفسرالأحداث كما يريد أو يتمنى، وبالطريقة التي تنسجم مع ما يعتقده، أو يأخذ الكلمات من السياق الذي قيلت فيه متجاهلا غرض المتحدث ونواياه، أوذيلوي عنق الحقيقة إذا أحس بخطئه بدل أن يعدل موقفه أو يعيد النظر فيه ليس إلا مروج إشاعات وأكاذيب، وهو بفعله يضر نفسه قبل أن يضر غيره. مع أحداث غزة الدامية المحزنة أتحفنا بعض الكتاب والإعلاميين بأفكار وتحليلات يفتقد كثير منها إلى أدنى درجات الصدق والتوازن والمنطق، فهي تتحدث عن واقع موجود في عقولهم، وتعرض وجهات نظر أحادية حول الحدث غير مدعومة بأدلة، وتركز على وقائع وتتجاهل أخرى، ومع وفرة الأخبار التي تصل عبر مصادر موثوقة إلا أنهم يتعاملون معها بانتقائية وذاتية. القضية الفلسطينية قضية محورية بالنسبة لنا وغير مقبول تناولها بأسلوب عبثي ومزاجي، أو هز ثوابتها، واستغلال أي خطأ لتمرير أجندات وأفكار مكبوتة. من المعيب أن نسمع من إعلاميين وكتاب ودول غربية إدانة قوية لجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل وحصارها اللاإنساني لغزة بينما يردد البعض منا مبررات إسرائيل وأكاذيبها لغاية في نفسه، ويتلاعب بالعبارات والمفاهيم، أو ينشغل بالهوامش عن جوهر القضية متناسيا التاريخ والوقائع، فيصور مثلا تمسك المقاومة بمطالبها ورفض التنازل مجرد رغبة في الثأر من مصر دون نظر إلى مشروعية وأهمية تلك المطالب للشعب الفلسطيني! من المعيب أن تكرس إسرائيل كل جهودها وعلاقاتها واستثماراتها من أجل أهدافها وكسب تعاطف العالم وهي على باطل، بينما نتنازل ونتناقض مع أنفسنا ومواقفنا وأهدافنا ونحن أصحاب حق! مهم أن ينفتح ذهن القارئ على مختلف الآراء ووجهات النظر، ويختبر بنفسه ما يقرأ ويسمع ويتحرى الحقائق حتى لا يصبح عرضة للتأثير والتلاعب بسهولة.