×
محافظة المنطقة الشرقية

الماجد يتغنى بالدوري ومحترف «جميل» وصل

صورة الخبر

حمل الباحث في التراث الكاتب علي مغاوي، وزارة التربية والتعليم المسؤولية الكاملة عما سماه تشويه الإحساس بقيمة وأهمية الآثار والتراث في نفوس الناشئة، موضحا أن واقع الآثار أصبح محزنا عندما أسند هذا الإرث بالخطأ لهذه الوزارة قبل أن ينقل برمته للهيئة العامة للسياحة الآثار. وأضاف خلال ورقته التي قدمها أخيرا في ثلثائية د. البيضاني بمحافظة جدة، تحت عنوان "ثقافة الأثر الحقائق والمرجعيات": لقد خسر الوطن الكثير حينما صنف التراث والآثار كمهمة ثانوية بل وتعدى الأمر إلى خطورة تعميق بعض الرؤى والمفاهيم الخاطئة التي ادعت جهلا وتجاهلا حرمة صوره ونقوشه الثابتة والمتناولة وسعت إلى هدمه وكسره في أماكن أخرى. ومضى يقول: لقد توالت نكبة سحق وتدمير شواهد الماضي حينما انبرى رؤساء البلديات يقترحون المشاريع على رفات أجددنا، حتى لم يعد يعلم أهل جدة القديمة أين ولماذا سميت جدة – وبقيت الفاو تحت رمال بعمق أربعة أمتار رغم أن مشروعها قد بدأ قبل أكثر من خمسين عاما – ولم يعد في أخدود نجران سوى ما لم يمكن نقله أو طمسه – ولم نعد نعرف أين كان بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم – وأصبح أهل المدينة عاجزين عن تحديد مسارات معركة أحد أو طريق الهجرة رغم اجتهاد المؤلفين بل حتى صاحبكم القادم إليكم من أعالي الجبل وشعاب الأساطير، لم يعد لديه قصاصة من تاريخ عسير إلا المحكي منها، بعد أن جاء ـ يوماً ـ من يتلفها بحجة البحث عن المشعوذين والكهنة حتى قضوا على كل الوثائق التاريخية، وألمح في سياق محاضرته، إلى أن دعاة التغريب والانبهار بالجديد قد نجحوا في معظم الأحوال في الوصول به لخانة المذموم بدعوى الرجعية والتخلف. ودعا مغاوي إلى حوار جاد مع ماضينا حتى نحس بوجوده حيا من جديد و"نزداد نحن حياة على حياة"، وأضاف: نحن لا نريد إحياء التراث لنستشير أسلافنا كيف نزرع القمح، ولا لنحاورهم في كيفية ترميم مخطوطاتنا لصالح دار الوثائق أو دارة الملك عبدالعزيز، بل نطالب بإحياء التراث لنربط ماضينا بحاضرنا.