موسكو - لندن: «الشرق الأوسط» مع تصاعد الضغوطات الدولية والتهديدات بشن ضربة عسكرية أميركية تشل قدرات النظام السوري، أعلن وزير خارجية النظام وليد المعلم استعداد دمشق للمشاركة في مفاوضات مع المعارضة السورية لإيجاد حل سلمي للنزاع السوري. ونقل المعلم للقيادة الروسية شكر الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على مواقفه الداعمة للنظام قبل وبعد قمة العشرين التي عقدت الأسبوع الماضي. وفي مواجهة تصاعد التهديدات بعمل عسكري ضد سوريا، التقى الوزيران الروسي والسوري، سيرغي لافروف والمعلم، في موسكو لبحث تطورات الوضع. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي أعقب المحادثات بين الوزيرين إن «إمكانية الحل السلمي لا تزال موجودة»، مشيرا إلى أن دمشق لا تزال «مستعدة لمفاوضات سلام». من جانبه، أكد المعلم استعداد النظام السوري للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا «من دون شروط مسبقة»، في إشارة إلى المؤتمر الدولي للسلام الذي اقترح عقده في مايو (أيار) من جانب واشنطن وموسكو، لكن حالت دون عقده عقبات كبيرة بفعل التوتر الروسي - الأميركي. كما أشار المعلم إلى استعداد النظام السوري إلى الحوار مع كل القوى السياسية المؤيدة لإعادة السلام إلى البلاد. إلا أنه حذر من أن موقف نظام بشار الأسد سيتغير في حال حصول الضربات العسكرية. وقال المعلم إن الهجوم الكيماوي الذي تتهم الولايات المتحدة قوات الأسد بشنه إنما هو ذريعة لتشجيع التدخل العسكري، وتساءل «هل يدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما الإرهابيين؟». واتهم أوباما بدعم المتطرفين الإسلاميين وعقد مقارنات مع الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وقال المعلم إنهم في سوريا يتساءلون كيف لأوباما أن يدعم من فجروا مركز التجارة العالمي في نيويورك. واعتبر أنه يزور موسكو في وقت بدأت فيه الحكومة الأميركية قرع طبول الحرب. كذلك حذر لافروف من إمكان «انتشار الإرهاب» في الشرق الأوسط في حال تم توجيه ضربات إلى سوريا. وقال لافروف «هناك عدد متزايد من السياسيين ورجال الدولة الذين يشاطروننا الرأي بأن سيناريو قوة سيقود إلى انتشار الإرهاب في سوريا والدول المجاورة، وإلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين». وتعارض موسكو، الحليفة الثابتة لنظام الرئيس الأسد، أي تحرك عسكري ضد دمشق تدعو إليه الولايات المتحدة وفرنسا، محذرة من مخاطر زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة. ونقل المعلم شكر الأسد إلى الرئيس بوتين على دعمه لسوريا في وجه التهديدات الأميركية بشن ضربات. وقال المعلم في بداية لقاء مع نظيره الروسي إن الأسد «طلب منه نقل الشكر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقفه بشأن سوريا قبل وبعد قمة مجموعة العشرين». وتعارض موسكو، الحليفة الثابتة لنظام الأسد، أي تحرك عسكري ضد دمشق تدعو إليه الولايات المتحدة وفرنسا، محذرة من مخاطر زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة. كذلك أعربت روسيا عن تشكيك كبير في مسؤولية النظام عن هجوم الأسلحة الكيماوية الشهر الماضي في ريف دمشق. وروسيا التي تدعم نظام دمشق منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل سنتين ونصف السنة، عرقلت حتى الآن مع الصين صدور أي قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى فرض عقوبات على الرئيس الأسد أو إدانته. وتعود العلاقات الوثيقة بين موسكو ودمشق إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، واستمر التعاون العسكري بينهما على الرغم من النزاع القائم في سوريا، مما أثار انتقادات لدى الغرب. وفي غضون ذلك، حثت الصين الولايات المتحدة أمس على العودة إلى الأمم المتحدة لمناقشة الأزمة في سوريا والتحرك «بحذر شديد». وقال هونغ لي، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في مؤتمر صحافي في بكين «أكد وزير الخارجية وانغ يي أنه من أجل الحفاظ على مبدأي حماية أعراف العلاقات الدولية ومعارضة استخدام الأسلحة الكيماوية يجب اللجوء لمجلس الأمن الدولي سعيا للتوافق والتعامل مع المسألة السورية بصورة ملائمة بدلا من القيام بالعكس»، وتابع «الصين والولايات المتحدة عضوان دائمان بمجلس الأمن الدولي وتحتاجان إلى أن تمثلا قدوة جيدة في الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وضمان أن يلعب مجلس الأمن الدولي دورا مهما في الحفاظ على أمن العالم وأمانه».