والعهدة على الرواة، (يقال) إن ميزانية (الثقافة) المخصصة لوزارة الثقافة والإعلام لا تتناسب إطلاقاً مع تطلعات الوزارة ورغبة المسؤولين فيها لأن تمتد قوافل الثقافة لتصل إلى مناطق ومدن وقرى المملكة كافة، ملبية رغبات شبابها ومبدعيها، والمشكلة في هذا الأمر هو أن المسؤولين في وزارة المالية رغم كل محاولات المسؤولين عن الثقافة بإقناعهم بأهمية الثقافة، وأنها مثل أي مرفق حيوي ما زالوا ليسوا مقتنعين بأهمية الثقافة ولا بدورها في المجتمع! ولهم مثلاً مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب صولات وجولات، حيث تؤكد الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن أنديتها ومكاتبها الموزعة في مختلف أنحاء المملكة وبرامجها الداخلية والخارجية تحتاج إلى الدعم المادي الذي يكفل توفير برامج ثقافية واجتماعية للشباب تلبي الاحتياجات الملحة، لكن وزارة المالية لا تقتنع كثيرا بأطروحات أي جهة لها علاقة بالثقافة والشباب! لهذا يعاني من يتصدون للثقافة من مواقف المالية والإدارية في وزارة المالية! وليس عنا ببعيد ما حصل في جمعية الثقافة والفنون الذي يعتبر سابقة تاريخية أن تعلن جهة تعنى بالثقافة (تقشفها) وتوقف بعض نشاطاتها وتستغني عن خدمات عدد من (المتعاونين) الذين كانوا يتقاضون مبلغاً زهيداً لا يتجاوز (ألف ريال) لكن حبهم للعمل الثقافي كان هو دافعهم للعمل ومع ذلك تم الاستغناء عنهم بسبب قلة الدعم!! ولكم أن تتصورا أن فروع جمعية الثقافة والفنون تقلصت ميزانيتها السنوية لتصبح (خمسين ألف ريال) لكل فرع!! وبحسب تصريحات المسؤولين في جمعية الثقافة والفنون فإنهم طالبوا عدة مرات برفع الميزانية، وهذه المطالبات تم تبنيها من قبل وزارة الثقافة والإعلام لكن المحاولات مع وزارة المالية باءت بالفشل كما يؤكده الوضع المالي لجمعية الثقافة والفنون التي هي بالأساس تعاني من الشح المالي ولم تكن تقوم بدورها تجاه الشأن الثقافي ولا الشباب والموهوبين كما يجب لأسباب عدة من أهمها الدعم المالي! الشباب من الجنسين يمثلون أكثر من 60 في المائة من السكان وهم بحاجة إلى مراكز ثقافية وترفيهية وإلى برامج منوعة تشغل وقت فراغهم وتنمي مواهبهم وتوفر لهم الوظائف المناسبة في الإدارات الثقافية! الثقافة في كثير من الدول قطاع منتج وله إسهامات داخلية وخارجية وله أيضاً عوائده المالية متى ما توافرت له عوامل النجاح! وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها المملكة نحن بحاجة إلى أن يساهم الميدان الثقافي باحتضان الشباب وفتح المجال أمامهم لقضاء أوقات مفيدة بدل أن يملأ فراغهم ما يخطط لهم شياطين البشر ودعاة الأفكار الضالة، فشبابنا يحتاجون إلى الثقافة ليس فقط لتنمية مواهبهم وشغل أوقات فراغهم بالمفيد، بل لحمايتهم وزيادة مناعتهم تجاه ما أصاب غيرهم من أمراض أصابت أوطانهم وأمنهم، ولعله من المؤكد أن الثقافة في بعض برامجها وأهدافها تستطيع حمل مشاعل التنوير والأفكار الإيجابية وتبصير الشباب بمسؤولياتهم وتعزيز القيم الدينية والوطنية لديهم في وقت تتلاطم فيه أمواج الفتن من حولنا ويتهدد الشباب الكثير من المخاطر من دعاة الفتن ومروجيها.