في واقعة يمكن اعتبارها إحدى كبرى صفقات الاحتيال التي كادت تقضي على أعرق نوادي كرة الرجبي بمقاطعة أكسفورد الإنجليزية، قضت محكمة سوثوارك كرون كورت بحبس رجل الأعمال الإنجليزي نيل هولينزهيد (36 عامًا) الذي احترف الاحتيال على الأثرياء بادعاء أنه يلقى دعمًا ماديًا ضخمًا من شركة سعودكس جلوبال المحدودة ومالكها الأمير خالد بن الوليد بن طلال، سبع سنوات بتهمة النصب على الآخرين. وبحسب موقع ويلز أون لاين البريطاني، فإن رجل الأعمال الإنجليزي المحتال اعتاد إيهام ضحاياه أنه يمتلك شركة رد دراجون رجبي المحدودة ليتمكن باسم هذه الشركة من أن يأخذ آلاف الجنيهات الإسترلينية بدعوى أنه سيستثمرها لهم في مشروعات رياضية. وذكر الموقع أنه بالرغم من تمكُّن نيل هولينزهيد من إتمام العديد من عمليات الاحتيال ما بين أكتوبر 2008 وأبريل 2010 إلا أن أكبر عملية احتيال قام بها هذا الرجل المخادع كانت بمثابة الضربة القاصمة التي أدت لسجنه. وأفاد الموقع أن المدعين أخبروا دايفد هيجنز، القاضي الناظر في قضية الاحتيال، أن هولينزهيد تمكن من إقناع أعضاء مجلس إدارة نادي لندن للرجبي بويلز وأعضاء اتحاد كرة الرجبي أن شركته رد دراجون رجبي المحدودة قادرة على مد النادي بمليون إسترليني من أجل إنقاذ النادي من وضعه المالي الحرج. واشترط هولينزهيد على المسؤولين عن النادي أن يمدوه بمبلغ 350,000 جنيه إسترليني حتى تتمكن شركة هولينزهيد من تسديد مديونات النادي القصيرة الأجل ومن تغطية جميع تكاليف تشغيل النادي ليتمكن الرجل بعد ذلك من إقناع الأمير خالد بن الوليد بن طلال، الذي ادعى هولينزهيد أنه يعمل لحسابه، بإمداد النادي بمليون جنيه إسترليني سنويا من أجل تحسين مرافق النادي والبرامج التدريبية الخاصة بالفريق الرسمي التابع للنادي. وأكد المدعون أنهم، في بداية التعاقد مع هولينزهيد، تلقوا مكالمة تليفونية من بنك إتش إس بي سي قام البنك من خلالها بإعلامهم أن هولينزهيد عميل عند البنك وأن حسابه يحتوي على 1,4 مليون إسترليني. ويكمل المدعون شهادتهم ليؤكدوا أنهم قاموا بتحويل المبلغ المطلوب لحساب باسم هولينزهيد وزوجته ببنك إتش إس بي سي وأن هذا المبلغ قد تم سحبه سريعا إلا أنهم لم ينتبهم الشك في هولينزهيد نظرا لأنه كان يؤكد لهم باستمرار أنه يسارع في اتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل مد النادي بالملايين المنتظرة من الأمير خالد. ولكن سرعان ما ظهرت الحقيقة، إذ إن الحجج الواهية التي كان يلجأ إليها هولينزهيد عند سؤاله عن المليون جنيه إسترليني التي كان من المفترض أن يدفعها للنادي دفعت أعضاء مجلس إدارة النادي للاتصال ببنك الـإتش بي سي للتأكد من وضع هولينزهيد المالي. وبحسب الشهود، فإن البنك أكد أن هولينزهيد لا يمتلك أي حساب داخل البنك. كما تبين لإدارة النادي أيضا أنه ليس هناك أي علاقة بين هولينزهيد والأمير خالد بن الوليد بن طلال، الأمر الذي دفعهم إلى المسارعة بتقديم شكوى ضد هولينزهيد. وأفادت الصحيفة أن القاضي بدا ممتعضا للغاية من سلوك هولينزهيد الإجرامي الخبيث، حيث أكد في كلمته التي ألقاها على المتهم قبل النطق بالحكم أنه يرى أن هولينزهيد دأب على التصرف مع الآخرين بحقارة ومكر شديدين وأن أكبر خطأ ترتكبه المحكمة هو الرضوخ لطلب هولينزهيد باستئناف الحكم لذلك قرر القاضي الحكم على هولينزهيد بالسجن سبع سنوات.