قتل ثلاثة من عناصر تنظيم «القاعدة» أمس في غارة شنتها طائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية على منطقة مأرب (شرق صنعاء)، وذلك بعد يوم من خطف التنظيم 14 جندياً يمنياً في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شمال شرقي البلاد، وقتلهم ذبحا ورمياً بالرصاص في مجزرة تحاكي أساليب تنظيم «داعش» في العراق وسورية، انتقاماً لهجوم شنه الجيش على مقاتليه. وأفادت مصادر محلية في مأرب لـ «الحياة» بأن «طائرة أميركية من دون طيار قصفت أمس منزلاً في منطقة وادي عبيدة يسكنه ثلاثة عناصر ينتمون إلى منطقة وائلة بمحافظة صعدة (شمال) ويعتقد أنهم من تنظيم القاعدة ما أدى إلى تدميره وقتل العناصر الثلاثة وجرح امرأتين». يذكر أن غارات شنتها طائرات من دون طيار ومقاتلات يمنية منتصف نيسان (أبريل) الماضي ضد معسكرات تدريب لـ «القاعدة» أوقعت نحو ستين قتيلاً في صفوف التنظيم المتطرف. وأعقب الغارات هجوم بري للجيش اليمني في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين. وجاءت الغارة الجديدة غداة إقدام التنظيم على خطف 14 جندياً كانوا بالزي المدني على متن حافلة لنقل الركاب قادمة من سيئون كبرى مدن وادي حضرموت إلى صنعاء، واقتادهم مسلحوه إلى منطقة حوطة شبام القريبة (تبعد عن سيئون 30 كلم) وقاموا بقتلهم. وقال شهود على متن الحافلة «إن أكثر من 50 مسلحاً استوقفوا الحافلة على الطريق الرئيسية وفتشوا ركابها طبقاً لبطاقات الهوية قبل أن يخطفوا 14 جندياً كانوا عائدين من خدمتهم في أحد معسكرات الجيش إلى المحافظات الشمالية ويقتادوهم على متن شاحنة صغيرة إلى مكان مجهول». وأضافوا «أن القيادي في التنظيم وأميره على أبين جلال بلعيدي المرقشي صعد إلى الحافلة وألقى خطبة في الركاب أكد فيها أن التنظيم إنما يستهدف جنود الجيش الذي فرط في مناطق الشمال لتسقط في يد الحوثيين وجاء لملاحقة أهل السنة في حضرموت». وطبقاً لرواية سكان في حوطة شبام، اقتاد مسلحو التنظيم الجنود إلى وسط سوق البلدة وقتلوهم ذبحاً ورمياً بالرصاص وألقوا بجثثهم الى جوار رصيف الشارع العام قبل أن ينصرفوا إلى جهة غير معلومة. وبث التنظيم لاحقاً صوراً ظهر فيها أشخاص فصلت رؤوسهم ومقاطع «فيديو» توثق مشاهد الإعدام البشعة. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية في بيان مقتل الجنود الـ14 وقالت إنهم «من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى». واعتبر مراقبون أمنيون ان «خطف الجنود واعدامهم بتلك الطريقة البشعة يشكل تحولاً خطيراً في سلوك تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يشير إلى أنه بات يسير على خطى داعش في تبني طرائق القتل الوحشية».