×
محافظة المنطقة الشرقية

دراسة: المديرون التنفيذيون في الخليج يضعون التميز والابتكار في أسفل القائمة

صورة الخبر

شخّص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته الأسبوع الماضي للأمة قضيتين مهمتين تواجهان الأمة هما: الإرهاب وخطره على الأمة، وما تتعرض له غزة من تدمير وسفك لدماء أهلها وأمام أنظار المجتمع الدولي، الذي لم يحرك ساكناً تجاه الهمجية الإسرائيلية، فمن ناحية الإرهاب بيّن الخطاب أن هناك فئة ترتكب أفظع الجرائم باسم الدين، والدين براء منهم، وشوهوا الدين حتى جعلوه أمام أعين من لا يعرفه بأنه دين إرهاب وقتل وتدمير، بينما الإسلام هو دين التسامح ودين الإنسانية والرحمة، ودين البناء والمعرفة، داعياً المجتمع الإسلامي من قادة وعلماء ودول إلى الوقوف في وجه هذه الشرذمة التي اختطفت الدين، وتاجرت به وضللت أبناءنا وجعلتهم وقوداً لمخططاتها الدنيئة، ومذكراً من يدعمهم بأنهم سيندمون على ما يفعلونه، وسيدفعون ثمن دعمهم لهذا الإرهاب القاتل والمدمر غالياً. بقراءة متعمقة لكلمة خادم الحرمين الشريفين، نرى أنها جمعت العديد من الرسائل الدينية والسياسية والفكرية التي يحتاج إليها العالم هذه الأيام في ظل المتغيرات الخطرة جداً التي تعصف به، بخاصة في العالمين العربي والإسلامي، إذ تركزت الأخطار التي تحدث عنها خادم الحرمين الشريفين، في كلمته الضافية في أمرين مهمين هما: تشويه الدين الإسلامي بأفعال محرمة شرعاً ودولياً، والتساهل مع الإرهاب بمختلف أنواعه، سواء الذي يستثمر الدين فيه للي عنق الحقيقية واستباحة دماء المسلمين، أم أي شكل من أشكال الإرهاب القاتل والمدمر، والذي بدأ يستغل من القوى التي لا تريد خيراً بأمتنا العربية والإسلامية. أوضحت كلمة خادم الحرمين الشريفين خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة، وذلك بفعل بعض الأدوات التي تستخدم لهدم كيان هذه الأمة من خلال دعم الحركات الإرهابية التي في حال نجاحها لا سمح الله لن تبقي عليهم. كما تضمنت كلمته ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين من مجزرة جماعية والمجتمع الدولي يقف عاجزاً أمامها، يرتكبها الكيان الصهيوني، وترقى لأن تكون جريمة قتل مجتمع بأكمله والتنكيل به بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة، ولذلك أصبح إرهاب الدول أحد أنواع الإرهاب، وهو ما يمارس في غزة، وهناك تواطؤ دولي وصمت غير مبرر، محذراً من ظهور جيل لا يعرف إلا العنف سبيلاً ولا يؤمن بحوار الحضارات، بل بتصادمها، وهو ما نشهده في المنطقة الآن. بيّن خادم الحرمين الشريفين أن السعودية كانت استبقت الأحداث ودعت إلى إنشاء «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب»، وكان محل تقدير وتأييد المجتمع الدولي، لكن لم يتفاعل هذا المجتمع مع هذا المركز بالشكل المطلوب والاستفادة منه، محذراً كل من يتعامل مع الإرهاب لتنفيذ أهداف وقتية أو مصلحة شخصية بسوء العاقبة من هذه الآفة التي لن تذر أحد من شرها، فالإرهاب ليس له حدود ولا وطن وليس له قيم أو أخلاق، فما نشاهده من مظاهر لا يستوعبها العقل، فالقتل سمة هؤلاء الإرهابيين، وكذلك التدمير والفرقة هو ما يسعون إليه، وهو ما يقومون به خدمة لمن يساعدهم في تنفيذ مخططاتهم الهدامة، فأي عاقل يرى أن كل ما يقومون به من أعمال تخدم إسرائيل وداعميها وبشكل واضح وفاضح، ومبيناً تخاذل مؤسسات المجتمع الدولي تجاه معالجة القضايا التي تهدد الأمن الوطني لبلدان العالم وعلى رأسها الإرهاب الذي أصبح عابراً للحدود، وطاول خطره مختلف قارات العالم ودوله، كما بيّن من جهة أخرى النظرة الثاقبة للقيادة السعودية في رسم استراتيجيات دولية لمواجهة هذا الفكر الهدام، وتعود بالنفع على العالم، وهو ما تمليه مكانة المملكة السياسية والاقتصادية والإسلامية، إضافة إلى حسها بواجبها الإنساني تجاه ما يخطط لتدمير العالم الإسلامي فكرياً وحضارياً كانت السعودية من أوائل الدول التي تتعرض للإرهاب، وما زالت، فكان آخرها حادثة الوديعة، التي راح ضحيتها عدد من أبنائها رجال الأمن، وما زالت مستهدفة، لكنها واجهته بحزم، وحاربته من دون هوادة، بالأساليب كافة، وهنا لا بد من الإشادة بجهود وزارة الداخلية وعلى رأسها وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي كرس حياته وجهده لمواجهة هذه الآفة، حتى كاد يفقد حياته ثمناً لمحاربته لها، وأصبحت المملكة من خلال استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب محط إعجاب الجميع، ونجاحها في احتوائه والقضاء عليه، وعدم مهادنته، ولكن يبقى دور المجتمع لمواجهة هذه الآفة بدءاًَ من الأسرة والمدرسة والجامعات والمساجد ورجال الدين، وهم من يفترض أن يكون دورهم هو الرائد في هذا المجال، فالفكر لا يواجه إلا بفكر، لذلك لا بد من التركيز على أهمية دور مؤسسات التعليم والإعلام والعلماء والمفكرين في إيضاح الصورة الحقيقية لهذه المخططات التي تستهدف العالم الإسلامي، وتوضيح حقيقتها التي تستهدف تحطيم مستقبل وقود الأمة وهم الشباب، وتعزيز التواصل مع الشباب وتنمية مهاراتهم فيما يعود عليهم وعلى أمتهم بالنفع، وأن تقوم الأسرة بدورها في توجيه أبنائها التوجيه الصحيح، فهي النواة في المجتمع، فالأساليب التي يستخدمها المغرضون الحاقدون على أمتنا كما قال خادم الحرمين الشريفين، تستهدف العقيدة الإسلامية السمحة من خلال التركيز على شبابنا والتغرير بهم، وجرهم إلى ويلات لا تحمد عقباها، وتنعكس سلباً على مستقبل الأمة كلها. لن يستطيع أحد المزايدة على مواقف السعودية في مواجهتها للإرهاب، أو الاهتمام والحرص على مصالح الأمة، فدائماً في المواقف الصعبة والتي تكون الأمور فيها ضبابية، يبرز خادم الحرمين الشريفين، ليبين موقف المملكة تجاه أية قضية، فما بالك إذا كانت هذه القضية تمس وجود الأمة وكيانها، ومستقبل أجيالها. قالت السعودية كلمتها، فالإرهاب آفة ولا بد من مواجهته جميعاً، فلن يترك أحداً، وحتى الداعمون له سيندمون على دعمه، والتاريخ شاهد على ذلك. تذكروا مصطلح «عش الدبابير» وستعرفون مصدر الإرهاب.