تواصلت المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة مصرية في العاصمة القاهرة بدون أي اختراق ومع ذلك فقد رجحت مصادر غربية تراقب سير المفاوضات أن يتم تمديد المفاوضات لمدة 24 ساعة إضافية تلبية لطلب مصري لإعطاء المزيد من الوقت للمفاوضات. وكشف مسؤول فلسطيني النقاب لـ"الوطن" أن المواقف التي قدمها الجانب الإسرائيلي في المحادثات غير المباشرة في القاهرة تركز على الآليات الدولية التي لها علاقة بالمعابر في قطاع غزة، إضافة إلى ما تسميه إسرائيل نزع أسلحة غزة ومنع الفصائل الفلسطينية من إعادة التسلح، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي لم يقدم مواقف نهائية من موضوع الإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية. وكان الوفد الفلسطيني اجتمع أمس مع رئيس المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي وذلك بعد أن استمع الجانب المصري إلى ردود الوفد الإسرائيلي الذي بدوره سارع إلى محاولة إحراج الجانب الفلسطيني بإعلانه الاستعداد لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة. وهدد الجانب الإسرائيلي علنا الجانب الفلسطيني برد قوي في حال العودة إلى إطلاق النار في غزة في وقت تم توجيه التعليمات إلى جنود الاحتلال على حدود قطاع غزة بالاستعداد للرد مدفعيا جوا وبحرا وبرا بعد انسحاب قوات الاحتلال من داخل القطاع يوم أول من أمس وأن كان بقي 52 ألف جندي على الحدود. وتبادلت الحكومة الإسرائيلية وحركة (حماس) التهديدات في إطار الحرب النفسية ومحاولة كل طرف إظهار نفسه منتصرا في الحرب. وانطلقت مسيرة حاشدة في غزة تأييدا للوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وقال القيادي في حماس مشير المصري "إن على الصهاينة إدراك أن نتنياهو يغامر بحياتهم لأجل مصالحه السياسية". في غضون ذلك، بدأ الفلسطينيون بالإعداد لمحاسبة إسرائيل على جرائمها العسكرية في قطاع غزة حيث شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، على "حق دولة فلسطين بالالتحاق بالمزيد من المؤسسات الدولية وخاصة التوقيع على ميثاق روما إلى جانب الالتحاق بمحكمة الجرائم الدولية". وبعد أن وجه الانتقادات للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد أن ساوى بين المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين فإنه طالب مون "بالذهاب إلى قطاع غزة للاطلاع على الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين العزل". كما دعا عريقات، أمس، الرئاسة السويسرية للدعوة الفورية لعقد اجتماع للأطراف المتعاقدة السامية لمواثيق جنيف الأربعة لعام 1949، خاصة وأن دولة فلسطين أصبحت طرفا متعاقداً سامياً في الثاني من أبريل 2014. وتسلم رئيس دولة فلسطين محمود عباس رسالة من الرئيس السويسري تتعلق بآخر المستجدات المتعلقة بالطلب الفلسطيني لعقد مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة لمواثيق جنيف، وذلك خلال لقائه ممثل سويسرا بول جارنييه أمس في مدينة رام الله. وأعلن السفير السويسري أن بلاده قامت بتعيين سفير خاص لمتابعة الاتصالات مع الأطراف السامية المتعاقدة، لحثها على الإسراع بعقد المؤتمر بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن الاتصالات ستبقى مستمرة مع الجانب الفلسطيني لإطلاعه على آخر المستجدات المتعلقة بعقد مؤتمر الأطراف السامية. من ناحية ثانية، دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي إلى "ضرورة إطلاق مبادرة أوروبية سياسية سريعة قبل أن تجهز إسرائيل على احتمالات السلام بشكل كامل" وطالبت بخطة جدية لإعادة إعمار قطاع غزة بالإضافة إلى إنهاء الاحتلال بشكل جذري باعتباره المشكلة الرئيسة". ومن جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه على استعداد لأن يسهم في إعادة الإعمار وفي إمداد السكان بالمساعدات بعد الهدنة التي تمت مؤخرا في قطاع غزة وبعد انتهاء الصراع العسكري الحالي.