أوضح الاقتصادي الدكتور بسام الميمني أن البيانات الاقتصادية القوية التي تظهر باستمرار عن الاقتصاد الأمريكي والدول المرتبطة مباشرة بعملتها ساهمت في هبوط عملة اليورو إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقارب الأشهر التسعة، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤثر في حال استمراره على أسعار المنتجات الأوروبية. وأضاف بقوله: عندما نعود بالذاكرة إلى قيمة اليورو بعد اعتماده رسميا ونزوله للتداول، فإننا نجد أن قيمته ــ آنذاك ــ كانت تصل إلى حوالي 80 سنتا ليرتفع إلى الضعف تقريبا بعد مرور فترة بسيطة نتيجة الآمال الكبيرة التي عقدت عليه من قبل الكثير من الاقتصاديين نتيجة النظرة التفاؤلية التي منحت للدول الأوروبية المشاركة في هذه العملة؛ لكن توالي الأزمات واستمرارها لفترات طويلة ساهم في تعرض اليورو لحالات متكررة من الهبوط. وعن تأثير ذلك على أسعار السلع الأوروبية واحتمالية تراجعها بالنسبة للمستهلك في المملكة، قال عضو مجلس إدارة غرفة المدينة المنورة: الصورة الحالية لوضع منطقة اليورو تشير إلى أن الأزمات قد تستمر لعدة أعوام مقبلة، ما يعني أن اليورو سيظل مترنحا في مستويات محددة، وعندما تزداد قوة الدولار فإن ذلك سيزيد من معاناة اليورو، ما يعني تأثر السلع الأوروبية، وبالتالي فإن احتمالية التأثير لن تكون ملموسة على المدى القريب، لكن استمرار الوضع لفترة أطول، مع اشتراط توفر البيئة المناسبة لارتفاع الدولار، قد تسهم في انخفاض أسعار المنتجات الأوروبية على المدى المتوسط. ومضى يقول: عدة تقارير اقتصادية أشارت إلى أن دول منطقة اليورو فشلت في تقديم منتجات تتوازى مع حجم الطموحات التي عقدت على اليورو ليكون ندا قويا للدولار، وذلك الفشل انسحب تدريجيا على اقتصاديات عدة دول بات بعضها يشكل أحد الأسباب الرئيسية في ترنح العملة الأوروبية. الدكتور الميمني أشار إلى أنه بات من الملاحظ في أكثر من حدث عدم استجابة اليورو للبيانات الإيجابية التي تظهر لصالح الدول المشاركة فيه، معتبرا ذلك نتيجة لفقدان الثقة الذي بدأ يأخذ مرحلة الشعور لدى المستثمرين. وقال: هناك الكثير من العقبات الاقتصادية في بعض دول اليورو؛ مثل تكاليف فشل البنوك، وحجم القروض المتزايد الذي قد يكون ثمنه الوصول إلى حالة العجز عن السداد كما حدث في اليونان، وتزايد أسعار الفائدة خصوصا على السندات، وظهور نسب عالية للدين العام، والطلب المتزايد على المساعدات المالية، وغيرها كلها أسباب تجعل المتابعين يضعون اليورو في حالة ترقب مستمرة.