حينما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -في خطابه الأخير- قادة الأمة وعلماءها للتصدّي لمَن يحاول اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم على أنه دين التطرّف والكراهية والإرهاب، كان -حفظه الله- مدركًا تمام الإدراك لما آل إليه حال الأمة الإسلامية من تمزّق، وما تعرّض له الدين الحنيف من تشويه من قبل فئات ضالة تمارس أبشع صور الإرهاب تحت مظلة الدّين، ورأى بثاقب بصيرته أن ذلك جاء نتيجة تخاذل من قبل بعض متلقي ذلك الخطاب من قادة وعلماء، بعضهم وقف موقف الداعم لتلك الحركات المشبوهة، وبعضهم الآخر وقف موقف المتفرج أمام ما يحدثه أولئك من تشويه لصورة الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للسلم، وينبذ العنف، وينبذ كذلك التمييز العنصري، ويحرم قتل النفس بغير حق، قال تعالى "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". والباحث في عمق تلك الدعوة -نصحًا أو مطالبة- يستخلص أنها كانت عامة وليست خاصة، فهناك آخرون يتطلب الموقف منهم أن يقوموا بأدوارهم تجاه خدمة دينهم بالتصدّي لدعاة الفكر الضال عبر التوجيه، وتعرية تلك الأفكار التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي، فالموضوع ليس قاصرًا على العلماء، إذ لابد أن يشارك فيه أساتذة الجامعات، وخطباء المساجد، والمعلمون في المدارس المتوسطة والثانوية، لتنوير الشباب، وتحذيرهم من التغرير بهم للانخراط في تلك المنظمات المشبوهة التي تتاجر بأرواحهم لخدمة أنظمة تجاهر بالإسلام وهي من أشد أعدائه. إن لكل خطاب صادق أثره لدى المتلقي، وقد يفعل الكثير من أجل حماية أبنائنا، وينير لهم الطريق الصحيح، وإذا كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين قد حظيت باستماع الملايين لها من خلال الـ(يوتيوب) وفقًا لمتابعة شخصية، هذا عدا ما نشر في وسائل الإعلام المختلفة، فإن ذلك يؤكد بأن هناك استعدادًا لدى المتلقي للقبول بنصيحة كل ناصح أمين لديه غيرة على دينه، ولذلك فإن للعالم أثره، وللخطيب والمعلم أثرهما في توجيه العامة والطلائع الشبابية إلى الطريقة المثلى التي يجب أن يتحلّوا بها تجاه دينهم ووطنهم. لقد سبر "الملك عبدالله" أغوار شعبه العزيز، ولمس مدى قوة نسيجه الاجتماعي، فأكبر فيهم روح الالتفاف، وهذا التلاحم الذي يربط الشعب بقيادته، وأدرك بأنه شعب واعٍ ومحصن بإذن الله، الأمر الذي دعاه أن يقول لهم "إنني فخور بكم". والحقيقة هي أن الشعب فخور بهذه القيادة المتعقلة التي حافظت على استقرار وأمن هذه البلاد، متجاوزة كل التحديات التي أحاطت بها. أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن الذي نتفيأ ظلاله، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم. hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain