×
محافظة جازان

354 درجاً لثلاجات الموتى في جازان

صورة الخبر

في الماضي نركن إلى معايشة الواقع بتلك الامكانات الضيعفة ونتعامل مع ما هو متوفر لنا بتلك البساطة الفطرية التي جبلنا عليها في زمن نفتقر فيه إلى أبسط المتطلبات التي نحتاجها في ممارسة كرة القدم التي نعشقها وربما ليس لدينا أي بديل على الأرض أو ربما أننا لا نملك سوى موهبة ممارسة كرة القدم المنتشرة في أحياء مدينة الرياض وعلى تلك الملاعب الترابية بما في ذلك ملعب (الصائغ) الذي تؤدى عليه التمارين في رمضان بعد العصر عندما يحل الشهر الفضيل في الشتاء، أما إذا جاء رمضان في الصيف فيأتي التمرين في الصباح بعد صلاة الفجر نظراً لعدم وجود إضاءة في الملعب بل إن كل المباريات تتوقف (مرغماً أخاك لا بطل) بعد الإفطار نجتمع ليلياً في منزل الشيخ عبدالله الزير في حي الشميسي وما زالت ديوانيته عامرة بوجوده يرتادها كل الرياضيين بمختلف ميولهم واتجاهاتهم أمد الله في عمره، في آخر الشهر يكون لنا ثوبان «دوبلين» على حساب الشيخ محمد الصايغ (أبو عبدالله) عليه رحمة الله وبعد أن توفي عام 1389ه كان لدى أكثرنا دخل من الوظيفة والكثير منا قد تزوج وسدد الله الحال. كان لدينا طبيب اسمه عبدالحميد الرخاوي من الجنسية المصرية نطلق عليها الطبيب الشامل وتقع عيادته في مدخل سوق (المقيبرة) ويده فيها البركة أول ما ندخل عليه أتذكر ذلك يباشرنا بإبرة (بنسلين) أياً كان مرضك ولكن الله يوفقه في اكتشاف الكثير من الأمراض والأوجاع وقيمة الإبرة مع الكشف خمسة ريالات وإذا لم يكن معك نقود يقول لك المرة الجاية هو ضامن رجوعك إليه لأنه هو الطبيب القريب والحبيب وكل الرياضيين يعرفونه ويعالج الكثير من الاصابات الطارئة مثل التواء إحدى القدمين أو المغص وما إلي ذلك، لم يكن في الرياض سوى مستشفى الملك سعود عليه رحمة الله في حي الشميسي الذي مازال يقوم برسالته لكل الناس. عودة إلى ديوانية الشيخ عبدالله الزير في حي (عليشة) وكلمة حق فإن منزله مفتوح من الساعة السابعة صباحاً حتي منتصف الليل يرتاده الضيوف لأكثر من ستين سنة وهو على هذا النمط من الكرم والشهامة وهو أب لكل الرياضيين متعه الله بالصحة والعافية.