في دراسة حديثة، نشرتها PwC اليابانية، داهمتنا أرقام مذهلة بخصوص مستقبل صناعة الإعلام الجديد. فمعدل النمو السنوي للإنفاق من عام 2013 وحتى 2018 سيواصل ارتفاعه بنسبة 12.2 %، الأمر الذي سيؤدي لارتفاع الإنفاق الفردي على تحصيل هذه الخدمات الترفيهية بنسبة 65 % هذا غير تكاليف الاشتراكات في خدمات الإنترنت. وبهذا، سترتفع نسبة الإعلان في الإعلام الجديد بمعدل يصل إلى %33. وأظن أن هذه النسبة كفيلة بلفت أعناق الفضائيات والصحف العريقة في المنطقة العربية، وإعلان حالة الخطر بشكل صريح، كونها تعتمد أساساً في مواردها على تقديم خدمات للمعلنين. السبب في كل هذا النمو الرقمي المهول لم يعد جهاز الكمبيوتر بكل أشكاله، بل هو هاتفنا النقال (الذكي) الذي لا غنى عنه لمختلف الأعمار تقريباً! فنسبة من يحملون هواتف ذكية متصلة بالإنترنت في العالم سيصل إلى 55 % حتى العام 2018م. الأمر الذي سيكفل حتما، بحسب هؤلاء الخبراء، أن يتجاوز المردود الإعلاني في منصات الإعلام الجديد قيمة الإعلان في الفضائيات بـ 20 بليون دولار خلال العام 2018. تذكروا جميعاً أن هذه هي قيمة الزيادة في المردود الإعلاني مقارنة بالفضائيات، فلكم أن تتخيلوا قيمة المردود الكلي للإعلانات في منصات الإعلام الجديد خلال السنوات القليلة القادمة. سيهمك حتماً في هذه المرحلة أن تعلم أن من يقودون صناعة الترفيه الرقمية عبر منصات الإعلام الجديد ترتيبهم كالتالي: الصين، البرازيل، روسيا، الهند، المكسيك، أفريقيا الجنوبية، تركيا، الأرجنتين وإندونيسيا. هذه الدول سوف تستحوذ على 22 % تقريبا من محتوى العالم الترفيهي ومردوده الربحي في العام 2018م. وبهذا سوف تقصي الصين اليابان من مركزها كثاني أكبر سوق للأرباح الإعلانية من محتوى الإعلام الجديد. لتبقى الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول لسنوات قادمة. نحن بهذا ماضون في طريق ستصبح فيه مشاهدة الفضائيات مدعاة للسخرية! فالكل تقريباً منتقلون لهذه المنصات الرقمية الموغلة في وحشية الوصول إلى عيون وأسماع البشر في مختلف أصقاع الأرض. لا تستغرب يوماً إن جئت إلى التايمز سكوير النيويوركي الشهير، ووجدته خالياً من شاشاته العملاقة بما فيها شاشة الإعلان عن حلوى إم آند إمز الشهيرة! فقد شاهد المستهلك إعلانهم في إنستغرام أو تويتر أو غيرها من المنصات، وطلب عبوته عبر موقعهم، واستلمها بينما كان يتابع حلقة مثيرة من مسلسل مغامرات متعدد الحلقات يبث حصرياً على يوتيوب! وهذا فعلاً ما تهيأ له أجهزة التلفاز الذكية في يومنا هذا! حتى أشهر شركات صناعة شاشات التلفاز أدخلت الإعلام الجديد ضمن أولويات المشاهدة، للمحافظة على أي مشترٍ محتمل قد يهجرهم إلى شاشة هاتفه النقال. تطلق الولايات المتحدة حالياً، وهذا أمر شاهدته بعيني، حملة ضخمة تدعو فيها مواطنيها لتجربة التخلي عن هواتفهم النقالة والاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع مع أطفالهم في أماكن غنية بطبيعتها وعناصر الجذب السياحي فيها! ترى، ما حال غير الأمريكان ممن لا يملكون سوى هواتفهم النقالة لصنع عوالمهم الترفيهية "الافتراضية" الخاصة بهم؟!