أنا قلبا وقالبا، وقد قلت ذلك مرارا، مع دعم أية دولة عربية أو إسلامية تحارب الإرهاب وتقاوم جماعاته لكي لا تقع هي وأهلها في فخاخه التي تحفر الآن في طول البلاد العربية وعرضها. ولذلك لا أتفق أبدا مع هذه المواقف و(الهوجات) التي تخرج بين حين وآخر تسأل عن لماذا ندعم هؤلاء أو هؤلاء، فالمسألة، بقدر ما هي دور تنهض به المملكة مع شقيقاتها، هي أحيانا ليست اختيارا بل أمر تفرضه الظروف والأحداث التي تحيط بنا. والدعم الأخير من المملكة للبنان وجيشه دعم مستحق، مادام أن هذا الدعم سيذهب في اتجاه محاربة المتطرفين والإرهابيين الذين طغوا وتمادوا في غيهم وارتكاباتهم في كل أرض عربية تطؤها أقدامهم النجسة التي ترتكب من البطش والعدوان على الآمنين ما الله به عليم. وكما هي المملكة دائما، باعتبارها السند القوي الذي ترتكز إليه كل دولة عربية محتاجة في تنميتها أو مضطربة في أمنها، فإن خادم الحرمين الشريفين، كما فعل مع مصر من قبل ومع لبنان الآن، لن يتأخر في تقديم هذا الدعم انطلاقا من الشعور بالواجب القومي أولا واستجابة وصدا للخطر الإقليمي الإرهابي ثانيا. هذا الخطر الذي لا يخفى على كل مواطن عربي، من المحيط إلى الخليج، حيث تقع جماعات إرهابية عربية وغير عربية الآن، وبشكل غير مسبوق، في فخاخ المؤامرات الأجنبية على أمتنا وتهدد أمن وسلامة أوطاننا.. ولذلك يسوءني ويؤلمني أن يوجد، على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى، من يحاول، لحزبيته أو ضيق أفقه، أن يجر الناس إلى مواطن التأليب والاستنكار لهذا الدعم المستحق، فهؤلاء، بفم ملآن وصادق، لا يريدون بنا ولا بوطننا خيرا، بل هم من مشعلي النيران والنافخين في كيرها. ولابد أن نحذرهم ونأخذ على أيديهم ليكفينا الله شرهم وشر تربصاتهم. ولهؤلاء النافخين الأشرار أقول إن لبنان، كما هي مصر ودول أخرى، من عظام الرقبة العربية وأمنه وسلامته من أمننا وسلامتنا، فكفوا عنا شركم وسوء أقوالكم وأفعالكم وحيلكم.