×
محافظة المنطقة الشرقية

البورصات العربية: استقرار السيولة يمنح الأسهم المدرجة أسعاراً عادلة

صورة الخبر

كان الارستقراطيون في أوروبا يعتقدون أنهم (وبمعنى الكلمة) يملكون دماء زكية ونبيلة تختلف عن طبقة الفلاحين وحثالة البشر.. وهذا بحد ذاته كان يقدم لهم العذر أمام أنفسهم وضمائرهم باستعباد الطبقات الفقيرة وعدم رؤية بأس في سحقها كما نسحق اليوم أي حشرة من ذوات الدم الوضيع... وبالمثل كان ملوك آسيا القدماء يعتقدون أن الدم الملكي دم مقدس لا يجب مهما بلغ التناحر بين ورثة العرش أن يهدر بطريقة مهينة أو حتى يُراق على التراب.. لهذا السبب حين اغتصب كوبلاي خان الحكم من عمه نيان تفتق ذهنه عن وسيله فريدة لإعدامه ويحافظ في نفس الوقت على احترام الدم الملكي فأمر بلفه بسجادة فاخرة وأمر بهزه حتى الموت.. وهذه الطريقة على غرابتها تعد لطيفة وناعمة مقارنة بما حصل عام 1688 حين أمر ملك تايلند بإعدام شقيقه الأصغر فأمر بضربه بالمطارق حتى الموت قبل أن يستدرك قائلا: "على أن يتم ذلك في قدر كبير"! ... على أي حال؛ طالما وصلنا إلى تايلند دعونا نعرج على الأمير براجاديبوك الذي ما أن جلس على عرش البلاد عام 1925 حتى أصيب بهاجس خلعه قبل الأوان.. واحتمال كهذا كان من شأنه أن يحرمه من أي مورد للرزق فعمد إلى إبرام عقدي تأمين مع شركات بريطانية وفرنسية يعتبر الأغرب على الإطلاق (عقد تأمين ضد البطالة وعقد يمنح من يعفو عنه مبلغاً كبيراً من المال).. وقد أثبتت الأيام صدق حدس براجاديبك إذ خلع عن العرش عام 1935 فقبض قيمة التأمينات التي أبرمها فأعطى شقيقه المتمرد نصفها، وعاش بقية عمره خارج البلاد بالنصف الباقي. وفي الحقيقة لم يكن براجاديبوك الملك الوحيد الذى يشهر إفلاسه وإن كان أكثرهم حكمة فملك بريطانيا إدوارد الثالث كان أول عاهل على الإطلاق يعلن إفلاسه بسبب " شوية ملايين" استدانها لتمويل حروبه الخاصة.. فادوارد الثالث اعتبر دائماً حربه مع فرنسا أمراً شخصياً وكان مصراً على ضمها لممتلكاته الخاصة بأي ثمن. وبسبب هذا الطموح أشعل أطول حرب فى التاريخ (حرب المئة عام) التى أفلست الخزينة البريطانية فاضطر إلى فرض ضرائب مضاعفة على الناس.. وحين أفلس الشعب اضطر لتمويل الحرب من أملاكه الخاصة حتى أجبر بدوره على إعلان إفلاسه عام 1339!! وبالطبع كل زعيم يتخذ من الاحتياطات مايضمن سلامته.. ولكن يبدو أن هناك من احتاط أكثر من اللازم؛ فميتريدات السادس ملك اليونان القديم وعدو روما اللدود كان يخشى دائماً أن يغتاله أعداؤه بالسم؛ ولتلافي مثل هذا المصير المؤلم عوّد نفسه على ابتلاع جرعات صغيرة من السم كل صباح لعله يمتلك المناعة المناسبة. وبالفعل تحقق له ما أراد؛ فحين هزمه الرومان واقتربوا من قصره قرر الانتحار فلم يجد أمامه إلا مخزن السم فازدرد منه كميات كبيرة لعله يموت فلم يفلح. وظل على هذه الحال حتى أسره الرومان وساقوه إلى روما بالسلاسل.. أما الإمبراطور مينيليك الثاني مؤسس الدولة الإثيوبية الحديثة وأحد أعظم حكام إفريقيا في العصر الحديث كان يأكل صفحات من التوراة كلما شعر باعتلال في صحته.. وفى ديسمبر عام 1913 أصيب بنوبة قلبية خطيرة قرر بعدها الوصول لمرحلة (الشفاء النهائي) فابتلع فصلاً كاملاً من التوراة بعنوان "سفر الملوك"؛ فمات نتيجة التسمم بحبر الزرنيخ!!!