- الحراك التنموي الذي تعيشه المملكة جعل الطلب على النقل الجوي بين مناطق المملكة عالياً وكبيراً فمن مسافر لعلاج ومن مسافر لإنجاز عمل ومسافر لبيت الله أو مسافر لسياحة أو من مسافر لأداء واجب. من هنا فإن وجود مزيد من شركات الطيران التجارية تساند الناقل الوطني في مجال التنقل الداخلي أصبح ضرورياً وليس خياراً. ولقد رأينا بأنفسنا كيف أسهمت شركة (ناس) في تيسير التنقل بين مناطق المملكة وعاضدت (السعودية) بأداء مهمتها وبأسعار معتدلة، وأجزم لو أن الشركة الوليدة (ناس) استسلمت للظروف والتحديات التي واجهتها في بداية عملها لما استمرت بعملها ولما وصلت الآن إلى بداية مشارف النجاح، وإنني أحيي الكفاءات الوطنية التي تدير هذه الشركة التي تقف كفاءة وطنية على رأسها وهو أ/ سليمان الحمدان فقد استطاعت إدارة هذه الشركة أن توظف دعم مؤسسي هذه الشركة للإسهام في حركة النقل الداخلي التي سيصعب على (السعودية) أن تقوم به لوحدها. - لقد أصبح لدى الراكب خياران للتنقل الداخلي الآن بدلاً من خيار واحد، وهذا لا يعني ألا نطالب الناقل الوطني الرئيسي والمدعوم من الدولة بزيادة المقاعد الداخلية وخاصة بالمواسم، لقد رأيت عندما زرت أبها قبل رمضان عدداً كبيرا من المواطنين يشكون من عدم توفير (السعودية) المقاعد الكافية بين أبها ومناطق المملكة لنقص الرحلات وصغر الطائرات وعدم توفر الرحلات يقف عائقاً أمام السياحة الداخلية وإنه لولا وجود (ناقل آخر) لتفاقمت المشكلة أكبر سواء للمسافرين لعمل أو استشفاء أو سياحة وطنية. - إني أدرك أن (السعودية) لن تستطيع أن تقوم لوحدها بمهمة النقل الداخلي لزيادة تكاليفه، وعدم إدارته إدارة اقتصادية فإنني أرى ضرورة تقديم المزيد من التسهيلات للاستثمار بالطيران الداخلي ودعم الشركات التي أسهمت فعلاً في هذا الميدان الحيوي كشركة (ناس) وبانتظار الشركات التي أعلنت هيئة الطيران أنها ستدخل السوق السعودي لتسهم في توفير المزيد من المقاعد في حركة النقل الداخلي التي تتزايد يوما بعد يوم.