كانت الساعة الواحدة من بعد ظهر الثلثاء عندما غرّد جوش هارتلي على موقع "تويتر" عبارة "تتم مواكبتنا" وأرفق تغريدته بصورة تظهر طائرة حربية الى جانب طائرة تجارية كان على متنها. كانت التغريدة المؤلفة من ثلاث كلمات كافية للفت أنظار مجتمع الإنترنت الى هذا الشخص الذي غرّد بين ملايين الحسابات الإلكترونية. سارع مراسلون من صحيفتي "إندبندنت" و"غارديان" البريطانيتين الى مراسلة الشاب على تويتر للحصول على تفاصيل إضافية عما يحدث على متن الطائرة. فيما رد عليه آخرون بدعوته الى توخي الحذر. وحصدت التغريدة أكثر من 800 "ريتويت". وبعد دقيقة من التغريدة الأولى، غرّد جوش مجدداً: "حسناً أنا قلق"، ليضيف من بعدها رقم الرحلة ويضيف حساب "سكاي نيوز" لإبلاغهم بما يحصل. ثم نشر الراكب شريط فيديو قصير على "انستاغرام" يظهر مقاتلة تواكب الطائرة التابعة للخطوط القطرية. ومع اقتراب الطائرة من مطار مانشستر، غرد جوش أن وحدات الطوارئ منتشرة على المدرج، مضيفاً: "لقد حطت الطائرة، لا أعلم ماذا يحصل"! ويسأله أحد المغردين عن البلد الذي انطلقت منه الطائرة فأجاب بأن الرحلة قادمة من العاصمة القطرية الدوحة. وبعد 45 دقيقة من التغريدة الأولى، نشر الشاب الذي أصبح مصدر المعلومات لعشرات وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، صورة لمن وصفهم بعناصر أمنية دخلت بسلاحها الطائرة. وحازت قناة "بي بي سي" بفضل تواصلها مع جوش عبر تويتر على إتصال هاتفي حصري معه. فيما غرد صديق له: "تنشر وكالات الأنباء حول العالم صورك". تعتبر هذه الحادثة مثالاً على "صحافة المواطن". وإذا كانت الأحداث تدور في مكان معزول كطائرة تحلّق على علو آلاف الأمتار، فإن شخصاً مثل جوش يتحول بفضل هاتف ذكي وبعض التطبيقات والجمل القصيرة، الى مراسل لا تحتكره مؤسسة إعلامية واحدة. ويُعرِف جوش عن نفسه على حساب تويتر بأنه بريطاني هاوٍ للكمبيوتر وألعاب الفيديو.