×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلس الوزراء يدين تفجيرات بيروت والقاهرة

صورة الخبر

اغتنم خيري المصري الاعلان عن تهدئة لثلاثة ايام في قطاع غزة المدمر للعودة الى منزله في بلدة بيت حانون ولكنه راى مشهدا يفوق الوصف، حيث لم يبق منه سوى الانقاض. واضطر خيري وزوجته واطفاله الثلاثة الى ترك منزلهم الابيض مع ساحته المزروعة بالليمون والنخيل بعد اعلان اسرائيل توسيع عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة وشن هجوم بري في 17 من تموز/يوليو الماضي. وعاد خيري الثلاثاء للمرة الاولى الى منزلهم بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ لثلاثة ايام بين اسرائيل وحماس وبعد انسحاب الجنود الاسرائيليين من المنطقة، فصعقهم الدمار الهائل. ويتساءل خيري بدهشة "هل هذه بلدتي فعلا؟" وهو يقف امام مشهد من المنازل المنهارة. وتبدو اثار الدبابات الاسرائيلية ظاهرة على الشوارع الرملية بينما تترامى جثث حمير ميتة في الطريق. وما زال هيكل المنزل قائما ولكن الجدران ثقبت تماما. وعثر على قذيفة هاون في غرفة المعيشة وقاذفة بازوكا مضادة للدروع على الارض، وكتابات باللغة العبرية على جدار قريب ما يشير الى ان الجنود الاسرائيليين استخدموا المنزل. ويتساءل خيري الذي عاد وحده لتجنيب عائلته رؤية المنزل "ماذا سأقول لزوجتي واولادي؟ لا اريد ان يروا ذلك. قد يصابون بالجنون. كيف اشرح لهم كل هذا؟". واضاف وهو يتمشى بين الانقاض "ماذا فعلنا نحن لنتانياهو؟" رئيس الوزراء الاسرائيلي. وتوجه الاف الغزيين الذين اضطروا لترك منازلهم لتفقدها او ما تبقى منها. وتقول زكية شعبان المصري وهي ارملة تبلغ من العمر (74 عاما) لوكالة فرانس برس "بكيت عند وصولي الى البيت. كل ما جمعته طوال حياتي كانت هنا. في هذه الغرفة. ولكن لم يبق شيء". ويبدو الدمار واضحا في شمال القطاع، حيث جاء محمد (22 عاما) لتفقد شقة عائلته الواقعة في برج دمر تماما "دمر كل شيء، لا يوجد مكان يصلح لان نسكن فيه" سوى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) او عند الاقارب. واضاف "يجب هدم كل شيء واعادة بنائه مرة اخرى". واكد وزير الاشغال العامة والاسكان الفلسطيني مفيد حساينة ان "الاف المنازل دمرت بشكل كامل بالاضافة الى منازل تضررت بشكل جزئي"، معربا عن امله بانتهاء القتال للبدء في اعادة اعمار غزة بالتعاون مع المانحين الاجانب. وقدر مسؤول في وزارة الاقتصاد الفلسطينية الثلاثاء قيمة الخسائر المباشرة للعملية الاسرائيلية ضد قطاع غزة بما بين 4 الى 6 مليارات دولار. وبدأ تطبيق التهدئة في اليوم التاسع والعشرين من بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي اسفر منذ 8 تموز/يوليو عن مقتل اكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين فيما قتل في الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين. وبينما ينتظر بعض الغزيين بدء مشاريع اعادة الاعمار والتي قد تستغرق وقتا طويلا، قرر خضر المصري ومجموعة غيره النوم فوق انقاض منازلهم. ويشير المصري الذي قرر النوم على قطعة من الخرسانة "انه امر خطر ولكنه جيد. سأبقى هنا خلال التهدئة. وفي حال استئناف الحرب ساعود" الى ملجأ اخر. واضاف "كل هذا اختبار من الله، سنقف مرة اخرى على اقدامنا".