ظهور أول حالة إصابة بإيبولا في جدة 08-05-2014 11:19 AM متابعات أحمد العشرى(ضوء):رصدت وزارة الصحة أمس بأحد مستشفيات مدينة جدة حالة مرضية لمواطن سعودي في العقد الرابع من العمر ظهرت عليه أعراض الإصابة بأحد فيروسات الحمى النزفية بعد رجوعه من رحلة عمل إلى سيراليون خلال شهر رمضان المنصرم. ونتيجة تشابه أعراض هذه الإصابة بأعراض الإصابة بفيروس إيبولا، اتخذت وزارة الصحة عدداً من الإجراءات للتأكد من عدم إصابة المريض بهذا الفيروس. وأكدت الاختبارات الأولية التي أجريت في مختبر متخصص عدم إصابة المريض بحمى الضنك، الأمر الذي يستلزم القيام بمجموعة إضافية من الاختبارات للكشف عن إمكانية الإصابة بأي من الفيروسات النزفية كالحمى الصفراء والخمره لما لهم من أعراض مشابهة، إضافة إلى قيام الوزارة بإرسال عينات الدم الخاصة بالمريض إلى مختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا، علماً بأن هناك عدد محدود جداً من المعامل الدولية المعتمدة للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم. يذكر أن حالة المصاب حرجة، وقد قامت الوزارة بنقله حسب المعايير العالمية إلى مستشفى متخصص تابع لوزارة الصحة في مدينة جدة وذلك ليتم عزله في ظروف مناسبة لكون المستشفى يضم وحدات العزل اللازمة للتعامل مع الحالات المرضية المشابهة. وقد تم الكشف عن الحالة المشتبه بها من قبل نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة والذي يتضمن آليات للرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها من المرافق الطبية في المملكة. يذكر أن بحسب الجزيرة اون لاين المملكة العربية السعودية ومنذ شهر إبريل الماضي كانت قد اتخذت خطوة استباقية بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول افريقية هي سيراليون وليبيريا وغينيا، بسبب تفشي فيروس إيبولا بتلك الدول. وتقوم وزارة الصحة من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في مطارات وموانئ المملكة بمعايير التحكم في العدوى وكيفية التعامل مع هذه الحالات. الفيروس ومرض فيروس إيبولا (EVD) هو مرض فيروسي حاد كان يعرف باسم حُمى إيبولا النزفية. وهو ناتج عن ثلاثة من خمسة أنواع من الفيروسات. فيروسان منها قادران على إصابة البشر، ولكن يتحول الإنسان الى مجرد ناقل للمرض أي أن أعراضه ربما لا تظهر، بمعنى آخر يمكن أن يصاب بها المرء ولكنه لن يلاحظ ذلك. 3 أنواع أخرى يمكن أن تسبب درجات متفاوتة من المرض. وللأسف فإن فيروس إيبولا زائير هو السلالة الأكثر فتكا منه، ويعتبر هذا النوع هو السبب الحقيقي وراء الحمى المندلعة هذه الأيام، والتي حصدت أرواح 90 من الحالات المصابة. ما هو أصل المرض ؟ ليس واضحا تماما من أين نشأ الفيروس وما هو مصدره الأصلي، على الرغم من أنه يُعتقد أن الخفافيش كانت تأوي الفيروس في مسالكها الهضمية. ولذلك فمن المرجح أن الفيروس قد انتقل إلى الحيوانات الأخرى التي آوته أيضا في أمعائها أو مسالكها الهضمية، ثم انتقل الفيروس إلى البشر مع عمليات صيد وأكل الحيوانات المصابة. ويُعتقد أن كلا من الخفافيش والخنازير والكلاب تنقل وتحفظ الفيروس. وكان الظهور الأول للمرض في الإنسان في السودان. ومن بين الـ 284 مصابا في التفشي الأول للمرض توفي 151 شخص منهم أي ما يعادل نسبة 53%. ما هي الأعراض؟ بمجرد تعرض شخص للإصابة بفيروس إيبولا، يمكن أن يستغرق الأمر فترة تصل الى 21 يوما لتظهر الأعراض. هذا المرض يسبب أعراضا تشبه الأنفلونزا بما في ذلك آلام عامة في الجسد وآلام في البطن والحمى والقيء والإسهال، وهذا يؤدي إلى الجفاف، وفشل الكبد والكلى، والنزيف. حتى بعض المرضى تتطور حالتهم إلى ما يعرف بـ عاصفة السيتوكين، التي فيها تكون الاستجابة المناعية غير منظمة وتفرز كميات زائدة من بروتين السيتوكين وخلايا المناعة تدمر الأنسجة والأعضاء، مع نتائج قاتلة. ومع ذلك، هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب هذه الأعراض، لذلك لابد من اختبارات الدم لكي يتم استبعاد أمراض أخرى مثل الملاريا والتهاب الكبد والكوليرا والتهاب السحايا وغيرها. كيفية العلاج ؟ رغم الجهود المتواصلة عالمياً، لا يوجد حاليا لقاح لمنع الإصابة بفيروس إيبولا أو للقضاء عليه، ولكن أفضل مسار للعلاج هو دعم المريض طبيا عن طريق السوائل الوريدية لمنع الجفاف، والحفاظ على برودة جسم المريض وهو من شأنه التخفيف من آثار الحمى، كما يمكن استخدام بعض مسكنات الألم لإعطائه نوعا من الراحة، ومراقبة مستويات الأكسجين وكذلك ضغط الدم. كيف يمكن تشخيص المرض بسرعة في مراحله الأولى ؟ لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال حتى الآن، وتدعي بعض الجهات أن معدل الوفيات بين حالات المصابين 50-90 نتيجة التأخر في تشخيص المرض. التشخيص المبكر يعتمد على عوامل كثيرة، بما في ذلك نوع سلالة الفيروس التي تسبب العدوى والرعاية الطبية المتاحة التي لديها القدرة للتعرف على المرض واعطاء العلاج في وقت مبكر لمقاومة العدوى. وكون الأعراض عامة نوعا ما وتشبه الكثير من الأمراض الأخرى، تحدث أخطاء كثيرة في تشخيص حالة المرضى، وهذا ما قد يؤخر العلاج. 0 | 0 | 0