×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيل الإمارة ترأس اللجنة المنظمة  الباحة تستضيف ملتقى الأسر المنتجة الأول أواخر ذي القعدة المقبل

صورة الخبر

ربما لا تحتاج إلى مزيد تفكير في سبب هزيمة المسلمين تحديداً في أماكن كثيرة في العالم، لأنهم - بكل بساطة - لم ينصروا الله بصدق وثبات، تبعاً لقوله تعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، فهذه الجملة جملة شرطية، بمعنى إذا تحقق فعل الشرط (نصر المسلمين لله) يتحقق بالضرورة جواب الشرط (نصر الله لهم)، فإذا نصرنا الله بصدق ينصرنا الله، وهي آية لا توجد إلا للمسلمين وحدهم في هذا العالم، وأظنها قيمة ثمينة لم نقدرها حق قدرها. ونصر الله يتحقق عندما تنوي في كل ما تعمله إعلاء كلمة الله (توحيداً، وعدلاً، وسلاماً، وحقاً...) بعيداً عن الفرقة والتحزب والكره... وتعمل ذلك من دون مكاسب دنيوية تصيبها، أو صراعات كراسي تخفيها داخل موعظة دينية، أو تضعها خلف خطبة جهادية. كان السؤال: لماذا لم ينتصر المسلمون هنا وهناك، وهم يتحدثون باسم الله، الجواب: يكمن في فعل الشرط في قوله تعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ}، ليس صادقاً كما ينبغي، ويحتاج إلى بحث وتحليل ومراجعة، وإمعان العقل أكثر وأكثر، فالمسألة ليست في قولك ربي الله، ولكن ما مدى صدق هذه الكلمة لديك، وهل تمثلك؟ أم أن المكسب الدنيوي الذي يكمن خلفها هو الذي يمثلك فعلاً. وليس غريباً أن تختلط القيم الدينية الحقة الراسخة، بالمكاسب الدنيوية الزائلة، لأن الناس في دار امتحان، كما نص القرآن الكريم على ذلك، فمن ينجح ومن يرسب؟ وما أكثر من يرسب، قال تعالى: {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (17) سورة الأعراف. وبكل صدق نطرح سؤالاً على الفرق الدينية التي تتصارع في العالم العربي: في العراق وسوريا وتونس وليبيا ومصر واليمن، هل هو صراع هدفه نصرة الله وإحقاق الحق، أم أنه صراع كرسي ليس غير، إذا كان صراع من أجل الله، فالله غالب على أمره، أما إذا كان صراع كراس فإن الله يكلهم إلى أنفسهم، ويكلهم إلى الأسباب الدنيوية، والنتائج تحيلنا للمقدمات. لذلك كان الله وهو الحق, وقوله الحق، عندما رفع (الصادقين والصادقات) منزلة عالية، بخلاف (الكذبة) و(المنافقين)، (وأصحاب الشقاق والمصالح الدنيوية) حيث وضعهم الله أسفل سافلين، وليس لهم في الآخرة من خلاق، وعند الله تجتمع الخصوم.