×
محافظة المنطقة الشرقية

114.2 مليون ريال خسائر «العالمية للتأمين» بنسبة 57.1 % من رأسمالها

صورة الخبر

هو السؤال الصواب الذي كان على الرئيس «معمر القذافي» أن يطرحه مبكرا منذ وصوله إلى السلطة، بدلا عن «من أنتم»، أو قبل أن يصدم بأنه لا يعرف من هو ومن هو الشعب الليبي طوال 40 عاما من حكمه للدولة، ولا هو حاول تحديد من هو الإنسان الليبي، فبدأ الإنسان الليبي الآن يهرب من وطنه الهلامي منتظرا فتح الحدود له دون أن يعرف إلى أين يمضي، لأنه لا يعرف من هو؟ «والقذافي وسؤاله وما يحدث من نزوح للإنسان الليبي عن وطنه الهلامي» هنا في هذا المقال نموذج ليس إلا، إذ أن «من أنتم أو من أنت» سؤال دارج في كل جدل بين مفكري وأبناء ما اصطلح على تسميته «الأمة العربية أو الأمة الإسلامية»، يطرحه المتحاوران على بعضهما كلما اختلفا «ودائما ما يختلفان»، وكأن السائل يعرف بوضوح ودقة من «هو»، وأنه يمثل «الغالبية»، فيما الآخر سيفقد هويته وسينتقل إلى المختلف «أنتم»، إن لم يؤيده في ما يطرحه من أفكار على افتراض أنه يمثل «الأمة الإسلامية أو العربية». إن سؤال «من نحن؟» هو السؤال الملح الذي يجب الإجابة عليه بوضوح ودقة دون استدعاء مصطلحات ضبابية تشتت عقل الإنسان، فهل نحن أبناء الماضي أم الحاضر، أو أبناء الدول القديمة القائمة على «العرق أو الإيديولوجيا أو كلاهما» أم الدول الحديثة؟ بسؤال أكثر وضوحا: هل نحن أبناء التاريخ والخلافة العباسية القائمة على «الإيديولوجيا والعرق» التي سقطت حين دخل «هولاكو» إلى العراق ونهبها ودمرها وقتل أغلب سكان بغداد عام 1258م، أم أبناء الخلافة العثمانية القائمة على «الأيديولوجيا» التي أسسها «عثمان الأول بن أرطغرل» عام 1299م، ثم تفككت عام 1923م، أم نحن أبناء عصرنا هذا والدولة الحديثة ذات الحدود الواضحة والقائمة على دولة المواطنة التي لا تلغي التاريخ، لكنها تحدد العلاقة معه، وتحدد للمواطن ما هي أولوياته، وأن بناء دولته وجعلها قوية هي أولى أولوياته قبل أن ينتقل لدعم ومساعدة الآخرين؛ لأن مبدأه الأخلاقي يفرض مساندة المظلوم، أضف إلى ذلك استقرار أوطانهم مهمة له وتحمي وطنه وحدوده؟ مرة أخرى: «من نحن؟» سؤال ينتظر إجابة واضحة فما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق وما قسم السودان، هو نتاج تجاهل هذا السؤال.