خلقت الحرب العالمية الأولى الظروف والمتغيرات التي تجسدت على مراحل عديدة في الحياة بصورة عامة، وانطلقت الأفكار الجديدة في الوطن العربي لمواجهة التقسيمات والاستحداثات التي فرضتها اتفاقيات المنتصرين في الحرب، ووصلت إلى مدينة عدن اليمنية كثير من تلك الآثار وتأسست الحركات المناهضة للوجود البريطاني، وازدادت نبرة العداء تجاهها باعتبارها خاضت الحرب ضد العثمانيين الذين يمثلون امتداد الدولة الإسلامية. كما بدأت فكرة القومية العربية تلقى رواجاً بصورة طفيفة لمقارعة تحدي تقسيمات سايكس بيكو التي خلفت حالة من عدم القبول بوضع التجزئة للأقطار العربية واعتبارها تجزئة للوطن الواحد وخلق حدود جديدة وتوزيع البلدان كغنائم حرب، وازدادت تلك القناعات رسوخاً مع ما حدث في فلسطين فيما بعد وحركة التهجير التي حدثت وخلقت معها ردة فعل عنيفة نحو الأقلية اليهودية المقيمة في اليمن عامة وفي عدن خاصة حيث تعرضت تلك الأقليات للملاحقة والتهجير من موطنهم الذي عاشوا فيه آلاف السنين. كما شهدت اليمن في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى إقبالاً نحو الأفكار الشيوعية وإن كان محصوراً بين فئات صغيرة من المثقفين الموزعين في مناطق مختلفه ولم تزدهر تلك الأفكار إلا فيما بعد بأعوام. وتم مواجهة كل الأفكار القادمة من الخارج بكل عنف دون تمييز بين نوعيتها.