×
محافظة مكة المكرمة

لا نقص في إمدادات الشبكة وآلية جديدة لإعادة هيكلة المشاريع

صورة الخبر

كان لأسرة "عمر البلخي" ميعاد مع الألم والفقد، وذلك عندما اصطدمت سيارته بأخرى مسرعة وجهاً لوجه، وتروي والدته السيدة "وفاء" بنقش التفاصيل قائلةً: خرج ابني "عمر" وهو يرتدي ملابس العيد، كان يودعني بابتسامة وكأنه يودع تفاصيل وجهي للأبد، وطلبت منه أن يطمئنني عنه بين وقت وآخر، وفي المساء رن هاتف والده والذي كان بعيداً عنه، تكرر الاتصال كثيراً، عندها لم أتردد بالرد، كانت المكالمة من أحد أصدقاء ابني المرافق معه في السيارة يخبرني بصوت خائف: "عمر مات، عمر مات"، كلمات فصلتني عن الحياة للحظات، واسودت الدنيا بعيني، ولم افق إلاّ على أصوات من حولي يتكلمون عن تفاصيل الحادث الذي كان سببه السرعة المتهورة من أحد الشباب الذي كان يحتفل بالعيد! إن التعبير عن الفرح يتنوع حسب مفهوم وثقافة الفرد، فالبعض يمارس الفرح بعقلانية وهدوء يستمتع بلحظة الفرحة دون أن يحدث ضجيج يلفت الأنظار من حوله، وآخرون يمارسون الفوضى ومخالفة الأنظمة وإزعاج الآخرين كوسيلة للتعبير عن الفرحة، التي قد يتحول مسارها الى منعطفات مظلمة تسببها الحوادث المميتة، لتغيب معها الابتسامة، فتتحول ذكرى العيد إلى تاريخ مؤلم في حياة من فقدوا أصدقائهم أو أقاربهم، لذلك في العيد لا تغامر بحياتك من أجل فرحة متهورة، ولا تتسبب في تعاسة المحيطين بك في الطريق فتزعجهم بتصرفاتك اللامسؤولة. وذكرت إحصائية حدوث (20) حالة وفاة يومياً، و(7153) سنوياً في المملكة، و(73%) من مجمل الوفيات دون ال(40) عاماً، وأكثر من (39) ألف مصاب يشغلون أكثر من (30%) من أسرة المستشفيات، وكانت حصيلة الحوادث المرورية لعام 2011م فقط (544179) حادثاً، أي بمعدل (1537) يومياً، تكلف اقتصاد الدولة (20) مليار ريال. وتبرز بعض الأخطاء في العيد، في ظل غياب الحرص من قبل الآباء، ومنها حوادث الغرق في مسابح الاستراحات أو الشاليهات، حيث يستأجر البعض الاستراحة دون التأكد من اشتراطات السلامة؛ والتي منها وجود "السياج الحديدي" حول المسبح، مما يُعرّض صغار السن للخطر من خلال سيرهم بجواره، وربما وقع أحدهم داخله وغرق دون علم أُسرته، وعندها تتحول فرحة العيد إلى حزن وعزاء. ممارسات سلبية وقال العقيد "زيد الحمزي" -مرور جدة-: إن المناسبات السعيدة مثل اليوم الوطني أو العيد تحدث فيها الكثير من الممارسات السلبية من قائدي المركبات، وهذا خطأ سواء من الشباب أو من بعض السائقين، حيث تُعد مخالفة للأنظمة، مضيفاً أن المرور لا يمنع الفرحة بشرط أن تكون في ظل الالتزام بالأنظمة المرورية والمحافظة عليها، وكذلك احترام حقوق الآخرين من مستخدمي الطريق وعدم تجاوزها، مبيناً أن هناك بعض المظاهر السلبية في مناسبات كرة القدم أو فرحة العيد أو اليوم الوطني لبعض الشباب مثل تغيير لون السيارة ببعض الألوان، أو أن تغطية اللوحات، مؤكداً على أن المرور لا يمنع الفرحة أبداً، ونحن نساهم في ادخال البهجة على قلوب الناس ومساعدتهم في الظروف الطارئة والحالات الإنسانية، لكن في ظل الالتزام بالأنظمة المرورية. برامج توعوية وأكد العقيد "الحمزي" على أن الأخطاء التي تحدث تتمثل في الوقوف الخاطئ في الشوارع العامة والميادين والتقاطعات، وكذلك السير بشكل بطيء وتجمع المركبات، والتي تتسبب في وقوع بعض الحوادث، حيث يتصدى لها المرور بقوة ويحرص في هذه المناسبات على أن تكون الحركة انسيابية وطبيعية وخالية من أي سلبيات، مضيفاً أن الالتزام بالأنظمة يُعد السبيل الوحيد لسلامة مستخدمي الطريق جميعاً، سواء المشاة أو قائدي المركبة، مما يُسهم في تجنب الحوادث المرورية المميتة، والتي لها آثارها الاجتماعية والاقتصادية سواء على الفرد والمجتمع، ذاكراً أن هناك خططاً وبرامج توعوية مستمرة طوال العام يحاولون من خلالها توعية المجتمع بمخاطر الحوادث، مُشدداً على أن شباب المملكة على قدر كبير من الثقافة والالتزام والمسؤولية، ولكن تطفو على السطح بعض المخالفات والتى يحاسب عليها النظام. وأضاف: دوريات المرور الثابتة والمتحركة تكثف نشاطها في كافة المواقع، والتي من أهمها منطقة "الكورنيش"، والتي تعد المقصد الرئيسي لزوار عروس البحر الأحمر وسكانها؛ لمنع المخالفات، متمنياً من الجميع الالتزام بالتعليمات، إضافةً الى أن هناك بعض الفعاليات التى تقام بمناسبة عيد الفطر مثل الفنون الشعبية أو المسرحيات للأطفال في بعض المراكز التجارية وهناك تغطية شاملة لهذة المواقع. انعكاس سلبي وتحدث "د. حبيب الله تركستاني" -اقتصادي- قائلاً: إننا نؤمن أن الحوادث بيد الله، والإصابات لها انعكاسات اقتصادية على الفرد والمجتمع، وهو ما يسمى بالاقتصاد الكلي والفردي، فمثلاً قد يصاب الشخص بإعاقة وتتطلب منه علاجا يتحمله وحده، وهذا يعتبر عبئا اقتصاديا وينعكس عليه سلبياً ويُترجم لأرقام، مضيفاً أننا دائما نردد الوقاية خير من العلاج، فالإنسان يحاول أن يقي نفسه من أي تصرفات تسبب الهلاك له ولأسرته، مبيناً أننا نشتري الألعاب النارية والتي قد تسبب لنا أضرارا وتنعكس على خسارة المجتمع، والذي يريد مواطنا فيه صحيحا خاليا من العاهات، وأن يكون معافى!، مشيراً إلى أنه كلما كان المجتمع خاليا من الأخطاء كلما كان ذلك أفضل له، فالمريض الذي تسبب له الحادث بإعاقة مثلا يحتاج الى تطبيب وقد يصبح عالة على المجتمع، ذاكراً أن الإنسان يجب أن يقي نفسه من الوقوع في تصرفات غير مسؤولة. خطورة المسابح وأشار العقيد "سعيد سرحان الغامدي" -مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة- إلى أن أكثر الحوادث التي تحدث في أيام العيد حالات غرق الأطفال في المسابح، والتي تقدر نسبتها ب(80%) والنسبة الباقية في مدن الترفيه، والذي يجب أن يكونوا تحت مسؤولية رعاية أسرهم وتحديداً الأب، الذي تقع عليه مسؤولية توفير السلامة لهم، والتي تبدأ بمجرد استلام موقع الاستراحة، مضيفاً أن على الأب تفتيش المكان جيداً والتأكد من وجود سياج حديدي حول المسبح، وفي حال وجود تقصير في وسائل السلامة فعليه إخبار مالك المنشأة واطلاعه على الملاحظات لتتم معالجتها وإزالة الخطر بذلك، وإذا رفض التجاوب يتصل بالدفاع المدني، والذي سيتولى المهمة لمباشرة عمله، مشيراً إلى أنه بالنسبة للشاليهات فإنه ينطبق عليها ما ينطبق على الاستراحة، على الرغم أنها أقل خطورة، ذاكراً أنه بالنسبة للملاهي فهناك طاقم عمل متكامل فيها، وهناك لوحات ارشادية مع ضرورة مراقبة الأطفال فيها. كشف دوري وأوضح العقيد "الغامدي" أن لديهم كشفا دوريا على الأماكن الترفهية، وذلك قبل مناسبة الأعياد، حيث تكون هناك حملات مكثفة وفي نهاية شهر رمضان يتم إعادة الكشف وتحديد الأماكن التي سبق وحدثت فيها حوادث، أو سُجلت عليها ملاحظات ومن يساعدنا في عملنا هم زوارها، مضيفاً أنه لا يحمل أولياء الأمور مسؤولية ما يحدث لأبنائهم كاملة، ولكن كل الحوادث التي تحدث في الاستراحات عبارة عن حوادث غرق في المسابح، والتي عليها سياج حديدي، متأسفاً أن ولي الأمر يترك الأطفال بجانب المسبح دون حراسة أو متابعة وتحدث الكارثة، لافتاً إلى أن الحوادث التي تحدث داخل المدن الترفيهية نتيجة الخلل الفني للعبة، مؤكداً على أن الدفاع المدني لديه برنامج توعية للمواطنين يوزع عن طريق وسائل الاعلام المختلفة، ويبث ضبّاط السلامة التوعية في أيام العيد سواء عن طريق الصحف أو الإذاعة والتلفزيون، ذاكراً أن لديهم عن طريق مواقع الدفاع رسائل توعية، وهناك استجابة، ولو أنها لم تكن موجودة لكان عدد الضحايا يماثل عدد الاستراحات.