القطيف علي العبندي يخيم الصمت في أرجاء ركن «القهوة الشعبية» بمهرجان القطيف «واحتنا فرحانة»، عندما يبدأ النهام محمد السنونة، أو أبو مصطفى السنونة كما هو مشهور به، في إطلاق «أووه يا مال» من حنجرته، وإلقاء مواويله البحرية الحزينة التي يتغنى فيها بتراث الآباء والأجداد، والغوص والدانات، وأهوال البحر، والغربة وسط الأمواج، والحنين إلى الرجوع إلى اليابسة ورؤية الأحباب. وقال السنونة إنه بدأ في تقديم المواويل والأبوذيات والزهيريات والأهازيج التراثية البحرية، منذ نحو 12 عاما، مضيفا أن الجمهور يتفاعل كثيرا مع هذه المواويل لأنها تذكرهم بتراث الآباء والآجداد، مبدياً سعادته بمشاركته هذه، ومتمنياً من جيل الشباب أن ينتبه لهذا التراث من الاندثار. وعن الأهازيج الأكثر طلبا من الجمهور، أوضح السنونة أنهم يطلبون جميع أنواع المواويل، والزهيريات، والفجري، والأبوذيات، ومن المواويل التي يطلبونها دائما: «خطفنا بشراعنا.. وشد الهوا يا مال»، و»يا مال رجع الصدى.. ليت الزمان يعود»، ومن الأبوديات: «تخيلت الذي بيدك ورد لي»، و»أناطرك من تمر يا صاح بسماي».وبين السنونة أنه شارك في جميع مهرجانات محافظة القطيف، وكثير من المناسبات، وأنه كثيرا ما يجد تفاعلا وتشجيعا من الجمهور. من جهته ذكر ، مشرف القهوة الشعبية، محمد عبدالوهاب ، أن عدد الحضور اليومي للقهوة يقارب الـ 3000 آلاف، يسعدون جميعا بسماع المواويل والأهازيج الشعبية، وما نقدمه لهم من مشروبات ساخنة وباردة، وأكلات شعبية، حيث أحضر يوميا من الساعة الثالثة والنصف من أجل إعداد القهوة للزوار، ونخرج الساعة الواحدة، وهذا الحضور يتكرر يوميا، بل البعض يعاود الزيارة في اليوم ثلاث مرات، ونحن نشعر بسعادة لذلك.