الدمام بيروت، أسامة المصري، رويترز مواجهة الجيش لـ «داعش» تمهد لترشح قائد الجيش العماد جان قهوجي لرئاسة لبنان. قال الجيش اللبناني أمس إن 14 جنديا قتلوا وفقد 22 بعد اندلاع معارك على الحدود مع المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وجاء في بيان للجيش «يخوض الجيش اللبناني منذ يومين معارك ضارية في منطقة جرود عرسال ضد مجموعات مسلحة من الإرهابيين والتكفيريين على أكثر من محور». ودعت مجموعة من رجال الدين السنة في لبنان السكان أمس لتنظيم احتجاجات حتى يتوقف الجيش اللبناني عن قصف البلدة وفتح «ممر إنساني آمن إلى عرسال». وقال الصحفي اللبناني فداء عيتاني لـ «الشرق»: إن بلدة عرسال تدفع ثمن موقفها المؤيد للثورة السورية، وأكد أن البلدة تتعرض لقصف من قبل حزب الله الذي يشارك إلى جانب الجيش اللبناني في العمليات العسكرية، وأشار عيتاني إلى أن القصف طال مخيم الشهداء للاجئين السوريين في البلدة، وأضاف أن حزب الله والنظام السوري دفعا بالبلدة دفعا إلى هذا المصير بفعل الحصار الذي فرض عليها منذ سنوات، وأوضح أن السيطرة على مدينة يبرود السورية من قبل قوات الأسد وحزب الله شكل فشلاً سياسياً وعسكرياً؛ لأن الثوار السوريين انتشروا في جبال القلمون وجرودها واتخذوا من أسلوب حرب العصابات طريقاً لهم لمواجهة حزب الله والنظام. وقال عيتاني إنه على تواصل دائم مع سكان البلدة، وإنه زارها في الآونة الأخيرة مرات عدة، وإن سكان البلدة أبدوا استعدادهم ليشكلوا دروعاً بشرية لحماية الجيش، وحذر من أن استمرار العمليات العسكرية والحصار ضد البلدة سيدفع بشبابها لحمل السلاح، وقال إن أكثر من 10 آلاف شاب لبنانيين وسوريين موجودون فيها قادرون على حمل السلاح. وقال إن نظام الأسد يحاول تعميم الصراع في المنطقة، كما حصل في حضور داعش على الساحة العراقية والسورية، وإن دخول «داعش» إلى عرسال يصب في مصلحة حزب الله والنظام لإظهار نفسيهما أنهما يحاربان الإرهاب وتقديم نفسيهما لأمريكا والغرب كمحاربين للإرهاب. وأشار إلى أن مواجهة الجيش لـ «داعش» في عرسال يقوي حظوظ قائد الجيش العماد جان قوهجي لترشحه لرئاسة لبنان، وهذا يحظى بقبول النظام السوري والغرب. واعتبر أن إعلان النظام السوري الاستعداد للقتال إلى جانب الجيش اللبناني هو مقدمة لنقل الأزمة السورية إلى لبنان، كما حصل في تشجيع داعش في العراق وشرق سوريا وإخراج الأزمة السورية من إطارها السياسي في مواجهة الثورة إلى محاربة الإرهاب إقليمياً، وأضاف أن ذلك يعبر عن طموح سياسي حقيقي للنظام السوري باستعادة هيبته وسلطته ونفوذه على لبنان بموافقة غربية وأمريكية.