×
محافظة حائل

أمير حائل يستقبل المهنئين برمضان

صورة الخبر

البدائع الشرق ذاقت جواهر شوقي المرار في حياتها، بعد أن تزوجت وهي قاصر لم تكمل عامها التاسع، كما أن والدها لم يثبت هويتها بسبب جهله بأهمتيها آنذاك، فبقيت بلا أوراق ثبوتية، عدا شهادة الميلاد. تزوجت جواهر وهي في عمر البراءة، وانتقلت من منزل والدها في جبال الدرب بعسير، إلى بيت زوجها في مدينة صامطة أقصى الجنوب، فوجدت نفسها في بيت رجل مسؤولة عن واجباته، فأصبحت امرأة قبل أوانها وأنجبت الأولاد. تركها بلا معيل عاشت جواهر مع زوجها في صامطة مدة سبعة أعوام، ثم انتقلا إلى خميس مشيط، وعمل زوجها في نقل الطالبات وبقيا هناك تسعة أعوام. ولم تدر أن سنين الرخاء قد ولت وانتهت، حيث تفاجأت بزوجها يهجرها ويتركها مع أبنائها بلا معيل، وذهب إلى محافظة البدائع وتزوج بابنة عمه ونسي جواهر وأبناءها في خميس مشيط، ولم يفكر في السؤال عنهم أو حتى التكفل بمصروفهم. عملت خادمة! لم تجد جواهر حلاً لمعضلتها غير العمل كخادمة في البيوت، كي تتمكن من الصرف على صغارها، فلا شهادة لها تخولها للعمل ولا تملك من الدنيا غير هؤلاء الصغار، بعد أن وجدت نفسها مسؤولة عن رعايتهم بمفردها، فأصبح الدخل الذي تجنيه من الخدمة في البيوت مصروفاً للأبناء. ضربها وطلقها بعد مدة علمت جواهر بمكان زوجها في البدائع، فذهبت إليه مع أخيها، وطلبت منه أن يتقي الله فيها وأبنائها، ولكنها تفاجأت به يضربها ويستنكر وجودها، فتركته وبحثت عن مسكن في البدائع يأويها وأطفالها، وتعمدت أن تكون بقرب زوجها عله يترأف بحالهم ويعود إلى صوابه، ويتذكر تضحيتها وسنين صبرها، ولكن ذلك كله لم يفد بشيء، فقد طلقها زوجها وزاد من ألمها. تقول «سخّر لنا الله فاعل خير لا أعرفه تكفل بدفع إيجار الشقة، التي نسكنها ولله الحمد، فقد هانت عليَّ مصيبتي حين شعرت بأن الله تكفل بنا وسخّر لنا أبناء الخير». سرق مالها وابنتها لم يكتف طليقها بإهانتها وضربها، بل إنه تهجم عليها وعلى أبنائها في الشقة التي يسكنونها، وسرق منها مبلغ تسعة آلاف ريال كانت قد جمعتها من عملها في خدمة البيوت، كما أنه تسلط وتجبر فسلبها السيارة البسيطة، التي اشترتها في وقت سابق لابنها الأكبر، كي يتعلم القيادة وبالتالي يأخذها لشراء حاجيات المنزل من طعام وشراب، ولكنها ذهبت هي الأخرى. تقول «لم يكتف طليقي بهذا وحسب، بل إنه أخذ مني قطعة من قلبي، وهي ابنتي، لتصبح خادمة لديه ولزوجته، وحرمني منها». لم تقبل دعوتها وذكرت جواهر أنها اشتكت لمحافظة البدائع، وقدمت دعوى في المحكمة ضد زوجها، ولكنها رفضت لعدم امتلاكها بطاقة هوية. ووجهت جواهر شكرها لفاعلات الخير في البدائع، اللاتي وقفن إلى جانبها في محنتها. تواصلت «الشرق» مع محافظ البدائع عبدالرحمن السديس، وعرضت عليه حالة جواهر وأبنائها، فقال «لم يسبق أن سمعت عنها»، مضيفاً «إن كانت مشكلتها جنائية أو حقوقية فلها طرق نتوصل من خلالها إلى حلول، والنظام يكفل الجميع».