تردني من القراء خطابات على بريدي الإليكتروني يعتب علي بعضها عدم تناول مسألة البطالة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، وفق قولهم. ويستعرض بعضهم جهوده في التقديم لوظيفة هنا وهناك في المؤسسات الخاصة أو الجهات الحكومية دون جدوى رغم توفر المؤهلات للوظائف التي يتقدمون إليها، كما يقولون. *** والواقع أن عدم تناول قضية البطالة من قبلي لا يعني بالطبع عدم أهميتها، أو عدم وجودها، فهناك من الزملاء من تناول هذه المشكلة، كما أنني أشبعتها بحثاً في فترات ماضية في هذه الصحيفة وفي غيرها من المواقع والصحف الإليكترونية. ولعل أول ما يصادفنا في هذه المسألة اختلاف تقديرات وزارة العمل والجهات الحكومية المختصة عن تقديرات مؤسسات اقتصادية وخبراء اقتصاديين حول نسبة البطالة، بل وتعريف البطالة نفسها حيث يمكن، وفقاً لتعريف بعض أعضاء مجلس الشورى للبطالة الذين قال بعضهم، وفقاً لما رصدته بعض وسائل الإعلام، أنه لايوجد في المملكة بطالة مثل تلك التي توجد في دول أخرى، لأن البطالة لدينا اختيارية وليست إجبارية ،فالمواطن الذي يرغب في العمل ما عليه الا أن يشمر عن ساعديه ثم ينزل الميدان ليجد عملاً كما يجده أكثر من سبعة ملايين عامل أجنبي يعملون في البلد. *** هذا التعريف الفريد للبطالة يدحض قول كل من خاطبني يشتكي من البطالة وعشرات بل مئات من المقالات التي تدعي بوجود بطالة في البلاد؟! فقد استطاع مجلس الشورى هكذا وبجرة تصريح أن يقضي على البطالة في مهدها وأنهى بذلك دوره في تناول هذه القضية عندما قرر بعض أعضائه عدم وجودها إلا في خيال أصحابها من المتضررين الذين تكاسلوا عن اللحاق بسوق العمل بمحض إرادتهم!! *** الواقع يقول بغير ما ذهب إليه تعريف بعض أعضاء مجلس الشورى الموقر للبطالة. فوفقا لتقدير مصلحة الإحصاءات العامة لعام 1433/1434 تبلغ القوة العاملة الوطنية 5.26 ملايين، يبلغ المشتغلون منهم 4.63 ملايين والباقي 629 ألفاً متعطلون عن العمل، أي ان نسبة البطالة وفقاً لتقديرات مصلحة الإحصاءات هي 12 %. ، بينما وفقاً لحافز فقد بلغ عدد الباحثين الجادين عن العمل المستفيدين لانطباق الشروط عليهم1.9 مليون عاطل أكثر من 20 % منهم جامعيون، أي أن نسبة البطالة 36 %. ؟! *** تظل هذه مجرد إحصائية حول عدد العاطلين في المملكة حيث نجد هناك العديد من الإحصائيات لجهات أخرى حول نسبة البطالة حسب ما أشار تقرير نسبته بعض المصادر لخبراء في الاقتصاد بالبنك السعودي الفرنسي، وأكد التقرير أن القطاع الخاص المحلي يوفر وظائف جديدة لكنها لا تذهب إلى السعوديين. ويظل في النهاية ما كتبته هنا عن البطالة مجرد خواطر تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة من قبل المختصين .. وهي أفكار قابلة للنقاش. نافذة صغيرة: [[وزارة العمل تُنتقد أنها لم تفعل كذا، أو اكتفت بكذا، وأحياناً تُلام على أنها فعلت الكثير، وأنها أطلقت العديد من البرامج المتنوعة في فترة قصيرة، إلاّ أننا مازالنا مُقصرين في إطلاق العدد الكافي من البرامج التي نحتاجها لتصحيح الخلل في سوق العمل، ومعالجة النقاط المتطلب علاجها أو التدخل فيها ..]] عادل فقيه - وزير العمل nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain