الجوالات تنسف مخزن التكنولوجيا القديم 08-04-2014 06:07 PM ميدل ايست اونلاين(ضوء):أعلنت شركة هيلتون العالمية للفندقة عن خطة لإنفاق 550 مليون دولار لاستبدال مفاتيح الغرف الالكترونية بتقنية جديدة تمكن الهواتف الذكية للقيام بمهامها. لكن هذا الاعلان يظل الأخير ضمن قائمة طويلة من الأجهزة الالكترونية التي أعلن طرح الهواتف الذكية عن تنحيتها من الأسواق. الهواتف الذكية هي في جوهرها الوظيفي هواتف نقالة مزودة بأجهزة كومبيوتر محمولة. في الاسواق البريطانية، وصلت نسبة توغل الهواتف الذكية وخفوت نجم الهواتف النقالة الكلاسيكية الى 80 بالمئة طبقا لاستطلاعات اجريت مؤخرا. ورغم حفاظ الهواتف النقالة على تواجد نسبي في الاسواق، نتيجة لرغبة بعض المستهلكين الاحتفاظ بهاتف يستمر شحن بطاريته لأطول فترة ممكنة، إلا ان خبراء التكنولوجيا يرون ان الهواتف الذكية دقت ناقوس موت الهواتف النقالة، وأنها فقط مسألة وقت للقضاء عليها نهائيا. الهواتف المدفوعة، على الجانب الاخر، بدأت تختفي من الشوارع كضحية للمؤامرة التي بدأتها الهواتف النقالة وأخذت الهواتف الذكية على عاتقها مهمة اكمالها. فقد تحولت كابينات الهواتف المدفوعة في الشوارع لتأوي ماكينات الصرف، وفضل بعضها الانتقال الى احتضان الكتب وتجارها. كذلك التليفون الأرضي بدأ هو الاخر يلفظ انفاسه الاخيرة. فأنظار المستخدمين شرعت في التحول تجاه الهواتف الذكية وألقت خلفها فكرة الهاتف الاراضي برمتها، على الرغم من معانات هؤلاء المستخدمين مع شبكات الهواتف الذكية داخل المنازل أحيانا. من ضمن ضحايا الهواتف الذكية ايضا، طبقا لصحيفة الغارديان البريطانية، كاميرات الفوتوغرافيا. فبمجرد اعلان شركات الهواتف الذكية عن تزويد منتجاتها بكاميرات، بدت أيام كاميرات الفوتوغرافيا معدودة، فقد اصابت الهواتف الذكية الغرض من الكاميرات في القلب من خلال جودة اعلى بكثير من بعض الكاميرات زهيدة الثمن، في حين قضت كاميرا الهواتف الذكية في الحال بدورها على كاميرات الفيديو. متى كانت اخر مرة شاهدت فيها ووكمان أو أي بود؟ تحولت الهواتف الذكية الى مشغل للموسيقى ايضا عقب تزويدها بأحدث مشغلات الموسيقى، وتحولت كذلك الى أجهزة مساعدة على التركيز عند ممارسي الرياضات المختلفة الذين يفضلون الاستماع الى الموسيقى اثناء ممارستها اعتمادا على خفة اوزان الهواتف الذكية ومرونة تطبيقاتها. ومع غروب شمس مسجلات الصوت الصغيرة، جاءت الهواتف الذكية للقضاء عليها نهائيا من خلال تزويدها بميكروفونات حساسة وتطبيقات تسجيل متقدمة ساهمت في تنحية تلك المسجلات عن الطريق. بدأت كذلك أجهزة الكومبيوتر واللاب توب في الانسحاب من الاسواق بعد غزو تابليت لها، لكن الخبراء مازالوا يعتقدون انه رغم تعاظم دور اجهزة تابليت إلا ان الهواتف الذكية هي التي ستقوم في النهاية بدق المسمار الاخير في نعش الكومبيوتر واللاب توب. اجهزة التلفزيون المحمول لم تسلم هي الاخرى من تحرش الهواتف الذكية، رغم ان نجمعها لم يسطع كأجهزة فعالة في سماء التكنولوجيا، إلا ان الهواتف الذكية أتت لتقضي عليها في المهد من خلال امكانية البث المباشر التي زُودت بها. لكن خبراء يرون ان من اكل على هذه الأجهزة وشرب بشكل اكبر من الهواتف الذكية هي أجهزة تابليت. على الجانب الاخر، مثل تزويد الهواتف الذكية بالات حاسبة بدائية، وبعضها بأخرى متقدمة، مشكلة كبيرة للشركات المنتجة لهذه الالات. لم يكن حمل الالات الحاسبة شائعا من قبل على أي حال، لكن المدارس ظلت هي الحصن المنيع على الهواتف الذكية حيث لا يتوقع كثيرون السماح للطلاب باصطحابها الى داخل اسوار المدرسة، خاصة في الامتحانات، قريبا. الهواتف الذكية تقوم ايضا بالإخبار عن الوقت، ودائما ما تكون دقيقة ومنضبطة، حتى انها لا تحتاج الى اعادة ضبط في حالة تغيير الوقت. الساعات اليدوية تحتضر فالكثيرون بدأوا في التخلي فعليا عن ارتداء ساعات اليد، وبدا انهم يفضلون القاء نظرة سريعة على هواتفهم الذكية للإطلاع على الوقت. الساعات الرخيصة، التي لا تحتوي على مجوهرات ولا يستخدمها الناس كحلية، باتت في طريقها الى مثواها الاخير، خاصة عقب طرح الساعات الذكية في الاسواق التي قد تقضي عليها نهائيا وبوتيرة اسرع. كذلك فان سمعة جهاز المنبه القديم تمرمغت في الوحل عقب استيلاء الهواتف الذكية على دورها من خلال نغمة تنبيه صغيرة تساعد على الاستيقاظ. بالإضافة الى كل ذلك، جاءت الهواتف الذكية لتطرح اجهزة التحكم عن بعد للتلفزيون والستريو والأطباق اللاقطة على الهامش وتنهي مستقبلها في الاستعمال المنزلي نهائيا. كذلك في الهواتف الذكية بدأت تشق طريقها نحو استبدال اجهزة قياس نسبة السكر في الدم للمصابين بمرض السكري او ارتفاع الكلوسترول للأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض في القلب. لكن ايام أجهزة الالعاب المحمولة دخلت هي الاخرى في عد تنازلي عقب تزويد الهواتف الذكية بأحدث اصدارات الالعاب الالكترونية، لكن بعض الالعاب التي تحتاج أكثر الى تقنية مفاتيح التحكم مازالت مستعصية عليها. تمثل ذلك في نجاح اجهزة سوني بي اس في مخالفة الاتجاه العام من خلال خلق امكانية لتوصيلها بجهاز بلاي ستيشن 4، إلا ان مراقبين لا يستبعدون ان تكون هذه التقنية هي اخر ما تقدمه شركة سوني في مجال الالعاب الالكترونية. ويظل العالم مترقبا لغزو المحافظ الذكية للاسواق. الهواتف الذكية قد تصبح في المستقبل وسيلة الدفع الوحيدة بدلا من النقد والكروت المصرفية. حتى المصارف اختارت الانحناء للعاصفة فقد بدأت بعض البنوك في اصدار تطبيقات ذكية للدفع بين العملاء بعضهم بعض، وأيضا بين العملاء والمحال التجارية. فمع انطلاق شهر سبتمبر/ايلول ستسمح مدينة لندن لسكانها بدفع الاشتراكات الشهرية في المواصلات العامة كالحافلات ومترو الانفاق والقطارات من خلال الهواتف الذكية، بالإضافة الى مدن اخرى في بريطانيا تستعد لخوض نفس المضمار. 0 | 0 | 0