×
محافظة المنطقة الشرقية

العطوي يدفع ثمن الانتماء لتيارات الظلام.. ويواجه المصير المجهول

صورة الخبر

عقد من الزمن مضى وصحافتنا المحلية تترقى بخطوات ملموسة من مرحلة نقل الخبر إلى مرحلة أكثر جرأة في التعليق على هموم الشارع، ومما لا شك فيه أن الطرح الجريء لعدد من القنوات المرئية المحسوبة على المملكة العربية السعودية، كقنوات خاصة قد قدمت للشأن المحلي نافذة عبور وصوتا مسموعا أكثر وعيا وإدراكا للرسالة الإعلامية. كل تلك التحولات أضفت على الإعلام المحلي صبغة خاصة به، تنافس مثيلاتها في الدول المجاورة، وتجاوزت خطوط الرقيب على المستوى العربي، ومع كل هذه الخطوات إلا أن درجة الإقناع ما زالت تقع بين مطرقة النهم العام للشارع الذي أصبح يقارن ويقرأ الخبر قبل إعلانه من خلال ما يملك من وسائل تربطه بالعالم أجمع، وبين سندان المؤسسات الحكومية التي لم تواكب بعد هذه التطورات النوعية للوعي العام، وكذلك تخلفها في حلبة السباق الإعلامي المحموم. ولا بد لنا من الإشارة إلى أن ثمة ثلاث ركائز بنيوية.. هي مؤسسات الدولة.. والفضاء العمومي (المواطنين).. والفضاء الإعلامي.. ولكل ركيزة اتصال وتفاعل وتكامل مع الأخرى.. إلى هنا والأمر بدهي، لا يثير مزيدا من الضوء.. فالمسألة طردية لطالما يوجد قصور خدمي فلا بد من أن يواكبه ازدهار إعلامي وبخاصة من كتاب الرأي.. ولو افترضنا انتهاء تلك الأشكال من القصور.. فإننا بالتالي سنتوقع انقراض إعلام الرأي إلا من يستطيع خلق إشكال ظاهري ومن ثم التعلق به! من هنا نصل إلى شبه قناعة لمن لا يقتنع بالمطلق، وقناعة مطلقة من قبل أصحاب الفكر التفكيكي بأننا قد اكتفينا إلى حد التخمة من مواضيع الأعراض أو المعلولات أو الظواهر، أو مواضيع الحياة اليومية، للانتقال إلى مرحلة إعلامية جديدة نهضوية تعيد صياغة مراحل الفكر الجمعي أو المجتمعي، والمزاوجة بين التراث الإسلامي، ونهايات الحضارة الغربية المتقدمة، لخلق واقع شرقي جديد، عناوينه العريضة البحث في الجوهر لا أعراضه، ودراسة العلل لا المعلولات.. وتمحيص الأسباب لا الظواهر.. وهو الطرح التأصيلي والقيمي الاعتقادي كمنتج وطني مستقل، ومتحرر من التبعية والتقليد، لتحريك العقول قبل المشاعر والوجدانيات، إنه وقت الفكر التنويري الذي يجب أن يشع من هذه الأرض، فكل السبل متاحة، وعلى الإعلام المحلي حمل الشعلة كقنوات تنموية، إنها مرحلة ما بعد الإشباع العرضي للظواهر.. والتي لو بقيت ألف عام ستبقى تقتات على إشكالات الحياة اليومية ولن تقيم مائلا طالما هي رد فعل وصدى لأحداث يومية، فهل سنرى في الأيام القريبة مشروعات إعلامية تعلن الانتقال من المرحلة الحالية الساكنة أو المحايدة بين المسارين إلى مسار نوعي يبحث في القيم وإعادة إحياء العقل النهضوي والتجديد الفكري المبني على المعرفة المتجددة؟ وهل سنرى نزول النخب الفكرية لدراسة الواقع وتقييم مخرجات المؤسسات الخدمية الوطنية من خلال طروحات تساوق النظريات العقلية وتربطها مع الواقع العملي؟ الأمل كبير والبلد يستحق أن يشم العرق الطاهر من سواعد أبنائه وبتضافر وتكامل مؤسساته مع إشعال فتيل الفكر النخبوي المنزوي على نفسه لتشييد أركان نهضته الجديدة المنتجة من حضارته التي طال خنوعها واستصغارها في مواجهة عنفوان حضارة الآخر.