عندما نتحدث عن الرجال القلائل في هذا الزمن نتذكر اسمه «رحمه الله» وعندما نبحث عن أصحاب الفكر والاتزان نجده في مقدمة الركب, وحينما نتذكر كرم الرجال بجميع أشكاله وألوانه نجده يتصدر الأسماء. وعند الحديث عن الخير وأهله نجده أنموذجاً, فهو الرجل الألف. صفاته لا يسع الحديث لذكرها في هذه السطور أسأل الله أن يرفع درجاته وأن يجمعنا وإياه ووالديه وذرياته بالفردوس الأعلى. فقدناه أخاً عزيزاً, فهو أستاذنا في كل شيء وتعلمنا منه الكثير في العلم والعمل. رجل متعلم من الدرجة الأولى ربّى أسرته على الفضيلة والأخلاق العالية، بيته مدرسة بل جامعة فيها جميع التخصصات العلمية العالية من الهندسة والطب والحاسب والعلوم الأخرى. خدم الوطن في كثير من المناصب واللجان والمجالس والاستشارات سواء بجامعته التي نشأ وترعرع فيها «جامعة الملك سعود» أو في جامعات أخرى حكومية وخاصة، هو عالم بعلمه لا يبخل على أحد, وخبير بخبرته لا يتحفظ بها على أحد, يزرع الثقة بمن حوله, دائماً ما يتفاءل بالخير تاركاً التشاؤم خلفه. عشت معه عن قرب لأكثر من سبع سنوات يعاملني كأحد إخوانه بل واحد من أبناءه لم أجد منه كلمة تجرح هو شخص مسالم لا يبحث عن الزلات, وينادي بأفضل الأسماء, يعمل الشيء وينسبه لغيره بعيداً عن الشهرة. مات ومات معه الشيء الكثير من الصفات النبيلة والخلق الحسن التي نحتاجها ويحتاجها أجيال قادمة. ما أقول في هذه الكلمات إلا وإنا على فراقك يا سعد لمحزونون.. وتغمدك الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. القصيم - بريدة