تشهد محافظة الأحساء حاليا تنافسا لافتا في نوعية الفعاليات الثقافية التي يقدمها النادي الأدبي وفرع جمعية الثقافة الفنون، ففي الوقت الذي نفذت فيه مساء أول من أمس تذاكر مسرحية "الكراج" التي قدمها فرع "الثقافة والفنون" بالأحساء خلال إجازة عيد الفطر المبارك، يتجه نادي الأحساء الأدبي، خلال الموسم الثقافي والأدبي المقبل -الذي يتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد- إلى الخروج بحزمة من الأمسيات الثقافية والأدبية "المنبرية" إلى القرى والهجر والمراكز التابعة للأحساء، ذات الكثافة السكانية، بجانب الاستفادة من مدارس البنين والبنات في المحافظة في تنفيذ دورات وورش تدريبية متخصصة في الشؤون الأدبية والثقافية في مواقع متعددة بالمحافظة. وأكد رئيس مجلس إدارة النادي عميد كلية الآداب في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور ظافر الشهري في تصريح أمس إلى "الوطن"، أن مجلس إدارة النادي، حريص كل الحرص على استفادة جميع شرائح المجتمع من أنشطة وبرامج النادي، مع التركيز على الأنشطة النوعية، والابتعاد عن التقليدية، مبيناً أن النادي يعمل حالياً على تشكيل لجان "متعاونة" في القرى والهجر والمراكز التابعة للمحافظة للتواصل في تنفيذ الأمسيات "المنبرية" المختلفة في تلك المواقع. وأبان الشهري أن عدداً من إصدارات النادي، البالغ عددها الإجمالي 50 إصداراً متنوعاً، نفدت بالكامل، ولم يتبق منها إلا نسختان فقط في مكتبة النادي، نافياً تسجيل أي ملاحظات على جميع تلك الإصدارات من الناحيتين العلمية والنقدية لتلك الإصدارات، كما لبى النادي طلبات الكثير من المكتبات المحلية والعالمية والجامعات المحلية والخارجية والإدارات الحكومية والملحقيات الثقافية في بعض الدول في توفير إصدارات النادي لتلك الجهات بـ"المجان"، كاشفا عن دخول إصدارين للأطفال إلى المطبعة بجانب إصدار كتاب ضخم عن المسرح السعودي، مشيراً إلى أن النادي يركز في إصداراته ومطبوعاته على ثلاثة نواح، هي: الأدب السعودي، وأدب الطفل، والكتب الأدبية التخصصية والإبداعات الأدبية بشكل خاص وهي رسالة النادي بالدرجة الأولى. وكشف عن توجه النادي لإعادة طباعة كتاب معجم شعراء الأحساء، كطبعة أخرى بعد نفاد الكمية المتوفرة في النادي، إذ لم يتبق منها إلا 200 نسخة فقط، مبيناً أن الطبعة الثانية ستشهد إضافة جميع الشعراء الذين لم تدرج سيرهم الذاتية في الطبعة الأولى، بيد أنه ذكر أن النادي تواصل مع الشعراء الذين لم تدرج سيرهم الذاتية في الطبعة الأولى، إلا أنه لم يتجاوب مع النادي إلا شاعران فقط، والبقية اعتذروا عن إدراج سيرهم في المعجم، إذ إن بعضهم أرجع سبب اعتذاره إلى عدم رضاه عن ديوانه الشعري، حيث إنه يشترط لإدراج السير الذاتية للشاعر أن يتوفر ديوان شعري للشاعر، مؤكداً أن المجال مفتوح لجميع الشعراء لإدراج سيرهم الذاتية. من جهة أخرى، نفدت مساء أول من أمس تذاكر مسرحية "الكراج"، التي يجري حالياً عرضها على خشبة مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي في مقر فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء، حيث بيعت التذاكر كاملة في العرضين قبل أكثر من ساعة من بدء العرض، وامتلأت مقاعد المسرح بالصغار والكبار "ذكوراً، وإناثاً"، إذ يتسع المسرح إلى 300 مشاهد فقط، فيما بقيت أعداد كبيرة من الحضور خارج أبواب المسرح. وعزا متابعون في الشأن المسرحي المحلي أسباب الإقبال الجماهيري الكبير على المسرحية إلى تعطش الجمهور إلى المسرح "الكوميدي" الاجتماعي، الذي يعالج الملاحظات بأسلوب سهل وبسيط مع زرع الابتسامة في وجوه جميع أفراد العائلة دون تكلف أو مبالغة. وكان طاقم المسرحية أجرى تعديلات في العرضين الثاني والثالث للمسرحية. وناقشت المسرحية في عرضها الثالث مساء أول من أمس، حزمة من الإسقاطات على المجتمع السعودي بأسلوب كوميدي هادف، والتي من بينها: إطلاق مسمى طبيب على جميع ما يرتدون "بالطو"، كثرة الأخطاء الطبية في المستشفيات، حاملو الشهادات الطبية المزورة، توظيف متدربين جدد في الأعمال الطبية المتقدمة، كثرة الحوادث على الطرق السريعة في الأحساء، المبالغة في مجالس العزاء. وبدوره، أكد مؤلف المسرحية الكاتب عبدالله الفهيد لـ"الوطن"، أن "ذكاء المشاهد" في العرض الأول للمسرحية مساء الثلاثاء الماضي، هو من دفع طاقم المسرحية إلى إجراء بعض التعديلات في العرضين الثاني والثالث، إذ إن العرض يختلف من يوم إلى آخر، وأن الجمهور هو المقياس الحقيقي لذلك التعديل، ومحاولة التطوير من عرض إلى آخر، مبيناً أن العرض الأولى كان يشكو من بطء في بعض اللوحات والمشاهد في المسرحية، وهو ما دعا الطاقم إلى الإسراع في بعض اللوحات، وتقليص بعض المشاهد. واختصر الفهيد أحداث المسرحية في أنها تتطرق إلى وضع الإنسان الحالي، إذ أصبح كالسلعة قابلة للبيع والشراء والسمسرة.