ليس بالضرورة أن تكون لدي المرء الرغبة في قيادة سيارة من الطرازات القديمة لمجرد أنه متقدم في السن. وغالبا ما يتجنب مشترو السيارات المسنون عن وعي وإدراك منهم، الطرازات التقليدية من السيارات، التي ينظر إليها بصورة عامة على أنها السيارات ذات الطرازات المناسبة للجيل الأكبر سنا من قائدي السيارات. فالتقدم في السن يمكن أن يتسبب في مشكلات في الحركة، لأن أي شخص يتجاوز سن الستين ويشعر بوخزة آلام الظهر لدى استقلاله السيارة، يمكن أن يشهد بصحة ذلك. أما رقبة الشخص المسن التي تقل حركتها مع تقدمه في العمر، فتجعل من الصعب بالنسبة له أن يقوم بنظرة خاطفة من فوق الكتف للتأكد من خلو الطريق قبل مروره إلى طريق جانبي. ويمكن أن يكون الأمر أكثر سهولة بالنسبة للشخص المسن إذا كان تصميم السيارة لا يعوق الحركة. ويقصد هنا بالدخول الأكثر سهولة إلى السيارة تلك الأبواب التي تفتح على نحو واسع، وعتبة الأبواب المنخفضة، والمقاعد العالية القابلة للتعديل والضبط. ويمكن أن تكون إمكانية الرؤية الجيدة لكافة الاتجاهات فضلا عن الوسائل الإلكترونية المعاونة من المميزات الرائعة أيضا. وتجعل كل هذه المميزات والملامح الصديقة لكبار السن من السيارة مركبة توفر قدرا أكبر من الراحة عند قيام المسنين بقيادة السيارة دون أن يكون واضحا للجميع أن السيارة مصممة لكبار السن وفقا لـ «الألمانية». ويقول أحد الخبراء في مجال السيارات بألمانيا، وهو دكتور فرديناند دودينهوفر أستاذ اقتصاديات السيارات بجامعة ديوسبورج ــ ايسن "بالنسبة لكثيرين من كبار السن، فإن السيارات متعددة الأغراض ذات الخدمة الشاقة تمثل الحل النموذجي". وكبداية، يمكن القول إن السيارات الرياضية القوية والضخمة الصالحة للطرق الوعرة لا تبدو عتيقة على الإطلاق. وتبدو السيارات الرياضية متعددة الأغراض أيضا قوية وضخمة تماما وغالبا ما يتوق قائدو السيارات من كبار السن إلى القوة. وبيئة تشغيل السيارة الرياضية متعددة الأغراض تناسب في الغالب وبصورة طيبة المسنين من قائدي السيارات، نظرا لأنها تتيح لقائد السيارة استقلالها والجلوس في موضع مرتفع داخل السيارة. من ناحية أخرى فإن سيارات الفان العائلية ربما تكون مرتفعة أيضا ولكنها ليست شائعة الاستخدام بالنسبة لقائدي السيارات من كبار السن في ألمانيا التي تعد أكبر سوق للسيارات في أوروبا. ويشير الدكتور فرديناند دودينهوفر، إلى أن "كبار السن يريدون أن يثبتوا أنهم ما زالوا قادرين على القيادة في سفوح الجبال.. إنهم لا يريدون الظهور وكأنهم يقودون سيارة تحمل كل سمات وشكل صندوق الأمتعة". وتلعب التركيبة السكانية أيضا دورا في هذه المسألة، فمنذ عقدين من الزمان كان مشترو السيارات الجديدة في المتوسط هو من في أواسط الأربعينيات من عمره. وفي ألمانيا ارتفع هذا الرقم إلى 52 عاما، وزاد كذلك بصورة كبيرة اختيار السيارات الرياضية متعددة الأغراض المعروضة. ولا تساعد الأنظمة المعاونة لقائد السيارة فحسب في منع الحوادث بل إنها يمكن أن تعوض أي قصور في الأداء البدني الذي عادة ما يحدث نتيجة للتقدم في السن.