إذا فكر أحدهم في رصد جائزة تخصص لأفضل أم خلال العام داخل المملكة الحيوانية، فربما كانت أوفر المرشحات حظا أما رءوما متفانية لأقصى درجة ذات ثمانية أرجل تعيش في الظلمة الحالكة في الأعماق المتجمدة للمحيط الهادي. ووصف العلماء بإسهاب كيف تقضي أنثى أحد أنواع الأخطبوط ــ التي تعيش على عمق نحو ميل تحت سطح البحر ــ نحو أربعة أعوام ونصف العام وهي ترقد على بيض يحوي صغارها وتحتضنه بحنو حتى يفقس، فيما تنسى حتى إطعام نفسها. وقال العلماء في دورية "بلوس وإن" العلمية في تقرير بثته "رويترز" إنها أطول فترة معروفة لحضانة البيض لأي حيوان في الوجود. واستعان العلماء بغواصة تعمل بالتحكم عن بُعد لرصد حركة نوع من أنثى الأخطبوط اسمه العلمي "جرالينيدون بوريوباسيفيكا" يعيش في أعماق البحار قبالة سواحل وسط كاليفورنيا. وتعقب العلماء حركة أنثى ذات ندوب وعلامات مميزة على جسمها كانت تتشبث بواجهة صخرة رأسية قرب قاع أخدود على عمق نحو 1400 متر تحت سطح البحر وهي تعكف بحدب على حماية ما يقرب من 160 بيضة نصف شفافة من سقوط أي أشياء عليها فيما تحرسها من أي كائنات مفترسة. ولم تبرح هذه الأم البيض ذي الاستطالة ــ الذي نما خلال فترة الحضانة الى حجم يماثل حبة التوت البري ــ ولم تشاهد قط وهي تتذوق أي طعام. ومع مرور الوقت فقدت أنثي الاخطبوط الكثير من وزنها واستحال لون جلدها إلى الشحوب وأصبح رخوا. وراقب الباحثون هذه الأنثى خلال 18 زيارة إلى قاع المحيط على مدى 53 شهرا من أيار (مايو) عام 2007 وحتى أيلول (سبتمبر) عام 2011.