×
محافظة المنطقة الشرقية

مصرع يمني سقط بخزان وقود في جازان

صورة الخبر

يتوارث أهالى نجران حتى اليوم موروث الفرح الجميل من «عيد زمان» وعلى الرغم من الفوارق بين الماضي والحاضر الا أن طقوسًا بعينها لا تزال تحمل عبق الأصالة من خلال رقصات الفرح والمأكولات المشهورة في أيام العيد ولبس الجنبية والخنجر النجراني الذي يعتبر تقليدًا للكبار وما زال الصغار يحافظون عليه. «المدينة» تلتقي كبار نجران وتقف على «العيد زمان واليوم» صفان للرجال والنساء عبدالله آل عباس كان الناس قديمًا يستقبلون العيد قبل مجيئه بعشرة أيام وينقسمون إلى صفين الرجال في صف والنساء في صف وفي ذلك يقولون: عيد عشرٍ دخل يا محنة أم البنات، والشطر الثاني: يا محنة أم البنات حنَا ونقّاشية، يعني أن أم البنات أكثر من غيرها تمتحن ببعض الأعمال الضرورية من تمشيط البنات والحناء والنقش فكانت تقضي وقتًا طويلًا في تجهيز بناتها للعيد هذا دليل على الاهتمام بالعيد من قبل مجيئه. ويضيف حمد شيبان: إن استعداد النساء يكون قبل العيد بفترة بالحناء وتجهيز ملابس العيد وتضفير الشعر وغسل البيت وتجهيز أناشيد العيد الخاصة وتزيين الركوبة التي تقل الأسرة من مكان إلى آخر حيث يوضع عليها قماش مزين بالنقوش وتعلق في رقابها القلاقل والأجراس التي تحدث أصواتا تدل على البهجة والفرح والسرور بأيام العيد السعيد. روح الوحدة محمد القحص يقول: إن العيد في الماضي كان له روح الوحدة وتشعر فيه بتقارب الناس من بعضها في الوصل والاتصال وصلة الرحم وتقاربهم في الاتفاق على مظاهر معينة تعارفوا عليها منذ قديم الزمان وتوارثوها جيلًا بعد جيل، وكانوا يكثرون الدعاء بإعادة فرح العيد وإدامة الأمن والأمان والحياة الرغيدة، ولم يكونوا يتفاخرون بمظاهر الثراء والكبرياء، بل تجدهم قنوعين بما لديهم من القليل يفرحون بما يملكون، ويساعد بعضهم بعضا بإعارة الملابس فمن يوجد له ثوبان أعطي جاره أحدهما ليقضي به أيام العيد ثم يعيده له. ويضيف القحص: إنها كانت تأتي رسائل العيد من الأقارب والأصدقاء الذين يسكنون بعيدًا عن الديرة حيث تكتب رسالة المعايدة قبل العيد بأيام ويخص الكبير فيها بالإجلال والصغير بالاحترام، وكان هناك كلمات تقال في الرسائل لها رونق خاص مثل (عالي الجناب الأفخم المفخم عالي المقام الخ) يعطى من خلالها كبير العائلة منزلته ويمتدح بقدره ومدى حبه عن أفراد الأسرة. كبير العائلة ويضيف: إن النجرانيين كانوا قديما ينتظرون شهر رمضان من كل سنة ويستقبلونه استقبالًا لا مثيل له بصبغ البيوت بالألوان البيضاء، ثم يستقبلون العيد بالألوان الخضراء والحمراء في صبغ النوافذ وكان يجتمعون ليلة العيد عند كبير العائلة فإن كان ميسورًا يذبح لهم ذبيحة، يتسامرون عليها ويتبادلون الأحاديث والحكوات، ويقوم احد أفراد الأسرة بتزيين الأولاد بشفرة حادة ومقص حيث لم يكن هناك حلاقين، أما النساء يقمن بعمل الحناء بعضهن لبعض، ويقمن كذلك بوضع الحناء على ظهور البهائم مثل الإبل والبقر والغنم وحتى وسيلة النقل الأولى من الحمير والبغال ويربطن في أعناقها أجراسًا تزينها، أما الأطفال الصغار فتقوم الأم بنقع قشر الرمان وتصبغ به الثوب من قبل الصدر. وبعد تجمعهم يصلون العيد وبعد الصلاة يقف الإمام للسلام عليه ومن سلم وقف محله حتى كلهم جميعا يسلم على الآخر في صف بهيج حتى الذي بينه وبين أحد شحناء فإنه يسلم عليه فتصفو النفوس ويعود الود وتطيب الخواطر، وبعدها يعودون بزوامل وعراضة وكان هناك بنادق بارود صوتها قوي تعبأ بارود وتعمل صوت قوي جدًا، وبعدها يتزاور الناس لمدة ثلاثة ايام، أما الألعاب الشعبية فتقام لمدة ثمانية أيام من بعد العصر حتى منتصف الليل، وتشتمل على الرزفة النجرانية التي تتكون من صفين والشاعر في الوسط وهناك السعب في وسط الرزفة وتعتمد الرزفة على حركات الأرجل وهز الجسم بدون طبول في الليل تبدأ لعبة الطبول ولها عدة دقات وإيقاعات نجرانية معروفة وهي من الألعاب المحببة في المنطقة. موسم للزواجات وأضاف كان النساء يلعبن داخل أحواش ويتكون لعبهن من صفين مثل لعب الرجال ولكنهن يصفقن بالأيدي، وكانت البنات اللاتي يرغبن في الزواج يخرجن بين النساء لهذه الألعاب لكي تشاهدن أمهات الشباب الذين يرغبون في الزواج، وبذلك تكون أيام العيد موسمًا للزواجات في القرية ويضيف أن الملابس في العيد كان لها أنواع معينة تعبر عن المناسبة مثل المذيل للرجال وكانت تجهزه النساء منذ وقت مبكر قبل العيد حيث يوجد في كل قرية عدة خياطات معروفات يتنافسن في تجهيز الملابس مقابل أسعار زهيدة، أما ملابس النساء فأشهرها المكمم وهو قماش أسود له أكمام واسعة ويزين بخيوط وفوق الرأس خيط حساوي وبه حلق من فضة ويعتبر رمز للمرأة النجرانية وكانوا يحتزمون بحزام من الجلد يلف حول الخصر عدة لفات وفي آخره خيوط متناثرة يتزين بها النساء ويتفاخرن بلبسها، وكان كل من الرجال والنساء يعتزون بتراثهم وملابسهم الجميلة، ومن الألعاب التي اندثرت في نجران لعبة الزار وكانت ذات إيقاع يهز الوجدان وكانت مشهورة يفد لها الناس من أماكن بعيدة ولا تقام إلا في الليل في مكان مخصص يتفق عليها مسبقا، وكان في كل مناسبة للعيد في نجران يقام سباق للخيل ويتنافس فيه الفرسان حيث كانت وما زالت الخيل من الحيوانات التي يربيها الناس في نجران ويتنافسون في السباق بها ويحددون لها جوائز ثمينة، أما بالنسبة للأطفال الصغار فيحتفلون بأكل الحلوى فقد كان هناك حلوى تباع بالكيلو تتكون من سكر مشكل أحمر وأصفر وتوزع عليهم وكانوا يلتهون في أيام العيد بفارغ الرصاص الذي يطلقونه الكبار من بنادقهم خلال الاحتفال في الرقصات الشعبية ويجمعونها ويتباهون بمن جمع أكثر، وكانت بعض القبائل تعمل نصع يعني هدف ويترامون عليه وفيه جوائز عدد من الطلقات حيث كانوا يضعون جالون من الرمل ويبعدونه على مسافات مختلفة ويطلقون عليه النار فمن حرقته بندقيته أصبح يفاخر بها ويزداد سعرها. عطور خاصة ويضيف أن الرجال كان لهم عطور معينة فهناك عطر يأتي من الدول الحدودية المجاورة عن طريق القوافل التجارية تحمل الأمتعة والملابس والقماش وشيل النساء التي كانت تسمى (قعيطي)، وأيضا هناك عطورات تأتي خامة ولها أناس متخصصون في نجران يركبونها للرجال والنساء، وكان هناك أيضا خلطة تعملها النساء لونها أحمر مخلوطة من عدة أشياء ورائحتها جميلة وقد كان يقال لها شمطري أما اليوم فالعيد اختلف كثيرا في عاداته وتقاليده وملابسه وعطره وكل شيء حتى المعايدة والسلام على الأقارب أصبح عبر وسائل التقنية الحديثة كالاتصال بالجوال أو إرسال رسالة، بل أصبح العيد موسمًا للسفر خارج المدينة للتنزه وقضاء أيامه في الحدائق والأسواق والمتنزهات. المزيد من الصور :