×
محافظة المنطقة الشرقية

الآن.. عُطل بأجهزة الحاسب يُشلُّ حركة المسافرين بجسر الملك فهد

صورة الخبر

اعتاد أهالي قرى الباحة على مناقشة أحوال القرية فيما اتفق على وصفه بـ «المجالس» ليتناقشوا فى كل الأمور الحياتية ويستعيدوا ماضى رمضان وحاضره والفروق بينها، وقال العم صالح آل فاضل إن رمضان لم يكن بالانفتاح الذي نشهده الآن في ظل التقنيات الحديثة ووسائل الاتصالات والتلفاز فكانت هموم أبناء القرية واحدة ومحصورة في مجتمع القرية والجميع يسعى لحلها وتربطهم أواصر القربة والجوار وتسود الألفة والمحبة بين الجميع، أما الآن فانشغل الجميع بأعمالهم الخاصة إضافة إلى أن لهذه التقنيات الحديثة ضريبة في الشتات الاجتماعي والانشغال بشؤون العالم بعد أن كانت محصورة في مجتمع القرية الصغير. جلسات السمر العم عبدالله زايد قال: في الماضي لا يختلف نهار رمضان ولياليه عن بقية أيام العام إلا في روحانية الشهر فقد كان الناس يستيقظون من الصباح الباكر إلى مزارعهم وأسواقهم للعمل وكسب الرزق ويعودون قبيل المغرب إلى منازلهم لتلاوة القرآن وانتظار الإفطار وتبدأ جلسات السمر بعد صلاة التراويح لمدة لا تزيد عن ساعتين ومن ثم ينام الأهالي استعدادًا ليوم جديد والآن تبدلت أحوال الناس وأصبح ينامون في النهار ويصحون في الليل مما أفقد الشهر روحانيته وتميزه عن باقي أشهر العام. ألفة ومودة عبدالرحمن السهلان قال كنا في الماضي أكثر إلفة ومودة من اليوم فكان الجميع يتبادلون وجبات الإفطار فيما بينهم وجميعها مما تنتجة أيدي المزارعين من الحبوب والفواكه والخضار التي تشتهر به المنطقة وكان الناس يفطرون على التمر والماء والخبز والمرق والسمن والعسل، أما اليوم فتتنوع السفر من أنواع المأكولات والتي تفيض عن حاجة الأسرة وأحيانًا تكون من الترف غير المحمود. روحانية الشهر محمد آل جميع قال كانت الأجيال الماضية تعيش روحانية الشهر الكريم بأدق تفاصيله وكان الصائم يشعر فعلًا بلذة الصيام والتعب من أجل الأجر فلم تكن وسائل النقل المتوفرة الآن كالسيارات والطائرات موجودة وأيضًا وسائل التبريد فكان الناس يعتمدون في تنقلاتهم القريبة على المشي أما في المشاوير البعيدة فكان اعتمادهم على الحمير والجمال، وتابع العم محمد قائلًا: الآن يذهب الناس إلى العمرة وزيارة المسجد النبوي بكل راحة واطمئنان مع توفر الأمن الذي ينعم به كل أبناء الوطن ويصلون إلى الأماكن المقدسة في ساعات معدودة وفي الماضي كانت تحف المعتمرين والزوار المخاطر من كل الجهات فكان قطاع الطرق والخوف من الجوع والعطش فكان الذاهب للعمرة كالمغادر بلا رجعة وجميع أبناء القرية يودعونه كما لو أنهم لم يروه مره أخرى. ويصف عقيل الفقهاء ليالي زمان بالجميلة والتي لا يمكن أن تنسى فقد كان الناس يشعرون بلذة الأجر ويفرحون بالإفطار بعد العودة من أعمالهم فلم يكن هناك مجال لغير العمل. المزيد من الصور :