×
محافظة المنطقة الشرقية

المذيع عبد العزيز البكروالمراسل عبد الله العضيبي ينضما إلى طاقم mbc

صورة الخبر

لعيد الفطر ميزة فريدة، يمكنه أن يفاجئك بحضوره، قد يباغتك برغم كل الإمساكيات وأوراق التقاويم المعلنة، قد يأتي وأنت مازلت منهمكا في مناسك رمضان وعشرته الأخيرة وفي ترقب ليلة القدر ووسط صلاة وقيام فلا تجد فرصة لشراء وقضاء «حاجات» العيد، تفرح به تيمنا بقبول طاعتك في رمضان، وتيقنا أن الصيام إيمانا واحتسابا يغفر سابق الذنوب. عيدنا الآخر الأضحى المبارك وهو الأكبر يأتي هادئا مطمئنا معروف قدومه إذ تسبقه تسعة أيام بلياليها العشر المباركات، إن كنت حاجا فأمورك ميسورة ومرتبة بحركة الحج حولك وتبتهج آملا بقبول حجك لتخرج من الذنوب كيوم ولدتك أمك، وإن لم تكن حاجا فأمورك أيسر صلاة واستغفار وقضاء حاجات العيد. العيد فرحة في القلب وسرور في النفس تعبير عن الرضى والتفاؤل بالقبول، عبدي وما ظن بي، العيد بهجة، وإن أطفأتها الأحداث حولنا على خارطة الوطن العربي وبالخصوص مذابح غزة، فلا بأس أن نبتهج بنعم الله الأخرى، وهي كثيرة والحمد لله. العيد أن تتفقد جيرانك وتترحم على أمواتك وأموات المسلمين، أن تتذكر الأيتام وتعود المرضى وأن تعرف فقراء الحي فتزورهم بإحسانك، العيد أن تلقى الناس بابتسامة صادقة وهي صدقة، أن تلقاهم بنفس صافية للتو تمرست بمدرسة رمضان، أن تبدأهم بالسلام لإفشاء المحبة بينكم، هذا عيد الكبير والصغير الثري والفقير، لا يتطلب بذلا ماديا وله ما لا يحصى من عوائد عظيمة روحية نفسية اجتماعية. ما بقي من العيد يخص الأطفال، وهذا يجرني للحديث مكررا عن أطفال مدينة مكة المكرمة بعد أن تزايد ضيق أهلها وسكانها الذين لا يجدون أمكنة لائقة للاحتفال أو لأخذ أطفالهم إليها، كل مدن المملكة الرئيسة ومعظم مدنها الأصغر أعلنت أمانات بلدياتها عن مهرجانات احتفالية وفعاليات مصاحبة لقدوم العيد عدا أمانة العاصمة المقدسة، لا شيء سوى تعيين موقف أو موقفين من المخصصة لسيارات الحج والعمرة وعلى الأسفلت الجاف والحاد يمارس الأطفال والأهالي فرحة العيد. أعرف كفاءة وهمة معالي أمينها لكن تكرار التقصير مع وجود الدعم كباقي المدن يعني أن الخلل داخلي. حتى مستوى النظافة أصبح مصدر شكوى دائمة، إضافة لانتشار البعوض والنامس بحيث يستحيل أن تستمتع بجلسة خارجية وإن قبيل الصبح، الأمل، كل الأمل أن يقتصر ذهاب أهل مكة إلى جدة للتطبب لندرة المستشفيات الجيدة بمكة، وأن تقام لهم حدائق عامة كبرى، ومدن ملاه للأطفال تخفيفيا للزحام والحوادث على الطريق الوحيد إلى جدة والذي كان سريعا وأصبح بطيئا وخطرا في ذات الوقت. في عهد المؤسس رحمه الله كان يستقطع لمكة المكرمة والمدينة المنورة نسبة من عوائد الحج لدعم خدماتها البلدية والصحية، اليوم تولد مكة والمدينة دخلا خياليا لأناس يستثمرون فيها بمشاريع ضخمة ويبخلون عليها بمشاريع نفعية خدمية، وأقترح أن تؤخذ نسبة من هذا الدخل المتولد لإنفاقه على مشاريع تعوض أهل مكة تكاليفها الاجتماعية والصحية والبلدية والمرورية لزوارها طوال العام.